بغداد : فجر محمد
تغرق شوارع بغداد في دوامةٍ من المخالفات المروريَّة، إذ كشفتْ إحصائيات مديريَّة المرور العامَّة عن تسجيل نحو مليوني مخالفةٍ خلال النصف الأول من هذا العام. هذه الأرقام تعكس صورةً قاتمة لحالة المرور في البلاد، إذ يواجه السائقون تحدياتٍ كبيرةً بسبب غياب الوعي المروري، وضعف حملات التوعية، إضافة إلى تدهور البنية التحتيَّة للطرق ما يُسهم في تعميق الأزمة. في بغداد، تتحوَّل الشوارع إلى مسرحٍ لمآسٍ مروريَّة، ويعود جزءٌ كبيرٌ من هذه الحوادث إلى السرعة الجنونيَّة وعدم الالتزام بقواعد المرور، في مشهدٍ يعكس انعدام الوعي بحجم المخاطر.
على صعيدٍ آخر، تُعدّ التنشئة الاجتماعيَّة عاملاً أساسياً في تشكيل سلوك الأفراد. وتؤكّد الدكتورة ناز بدرخان السندي، عميد كليَّة التربية بجامعة التراث، أنَّ القيم تُغرس في نفوس الأطفال منذ الصغر، وأنَّ الأسرة هي الحقل الذي تُزرع فيه بذور الاحترام والالتزام بالقانون. في هذا السياق، يُصبح احترام قوانين المرور جزءاً من منظومة القيم التي تُشكّل سلوك الأفراد في المجتمع.
وفي ما يتعلّق بالبنية التحتيَّة، يرى المواطن علي فياض أنَّ الطرقات المزدحمة والمهترئة هي أرضٌ خصبة للانحراف عن القوانين، وهو ما يُجبر السائقين على اختصار الوقت عبر تجاوز الحدود القانونيَّة، مضيفاً بالقول "الشوارع غير المؤهَّلة تُصبح مسرحاً للفوضى، إذ يتحوَّل الالتزام بالقوانين إلى رفاهيةٍ يصعب تحقيقها".