كتب رئيس التحرير:
استُضيف رئيس الوزراء محمّد شياع السودانيّ يوم أمس من قبل مجلس النوّاب، يصحبه كلّ من وزراء الخارجيَّة والداخليَّة والتخطيط في جلسةٍ خُصِّص الجزء الأكبر فيها لبحث الأحداث التي تمرّ بها الشقيقة سوريا وتداعياتها المحتملة على أمن العراق.
الاستضافة التي جرتْ بناءً على طلب رئيس الوزراء كانتْ كاشفة عن أهميَّة تكامل عمل السلطتَيْنِ التنفيذيَّة والتشريعيَّة باعتبار أنَّ هذا التواشج في العلاقة بينهما أهمّ ما تستند إليه أيُّ عمليَّةٍ ديمقراطيَّةٍ.
مجريات الاستضافة شكّلتْ مناسبة لتأكيد موقف العراق الثابت تجاه ما تمرّ به المنطقة منذ بدء العدوان الصهيونيّ على غزّة وما تلاه من اعتداءاتٍ غاشمةٍ على لبنان وصولاً إلى الحدث الأبرز اليوم المتمثل بالنشاط العسكريِّ للمنظمات الإرهابيَّة مجدّداً في بعض المدن السوريَّة.
ركائز الموقف العراقيِّ كما بيّنه السودانيّ والوزراء الثلاثة خلال الجلسة بُنيتْ على أربعة أسس، أوّلها السعي لوقف إطلاق النار من خلال التواصل مع دول الإقليم والدول الأخرى ذات التأثير، والثاني: تقديم الإغاثة للأشقاء في غزّة ولبنان وسوريا وهو أمرٌ باشره العراق منذ أول أيّام الأزمة ولم يزلْ متواصلاً، والثالث التأكيد على ألّا تكون الأراضيّ العراقيَّة منطلقاً لأيِّ عملٍ عسكريّ يُراد منه تهديد دولةٍ من دول الإقليم، أما رابع هذه الأسس وأهمّها فهو تأمين حدود العراق وتمتين جبهته الداخليَّة والاستعداد لأيِّ طارئٍ قد تُسفر عنه هذه الأزمات التي تعصف بالمنطقة والتي لا يمكن التنبؤ بتداعياتها.
أهميَّة هذه الاستضافة تكمن في أمرين: توقيتها وخطابها الواضح.