كتب رئيس التحرير:
وصلت الأزمة السوريَّة إلى مفترق طرقٍ خطيرٍ لم تشهدْه من قبلُ. ففي كلِّ لحظات الأزمة الممتدَّة من (2011) وحتى قبل أيّامٍ كان هناك فضاءٌ متاحٌ لعملٍ دبلوماسيّ أو تراجعٍ في المواقف أو تدخّلٍ إقليميّ أو أمميّ يُطفئ النيران الصغيرة التي تشبّ هنا أو هناك. لكنَّ ما يحدث على الأرض هذه الأيّام غير مسبوقٍ ولا يترك مجالاً لفعلٍ سياسيّ قادرٍ على تصفير المعضلات أو حتى تخفيفها، لأنَّ الأرضيَّة التي يمكن أنْ تنشط عليها الدبلوماسيَّة تقلّصتْ إنْ لم تكنْ قد اختفتْ تماماً.
حين تكون الغلبة لما يحدث على الأرض بقوّة السلاح فإنَّ مساحة السياسيّ تتضاءل. وهذا هو عين ما يحدث الآن في سوريا. ولذا فإنَّ الحريصين على سوريا، والخائفين من تداعيات الحدث، انخفض منسوب طموحهم فصار عملهم يتركّز على الخروج بأقلِّ الخسائر بدلاً من حلِّ الأزمة الذي يبدو متعذراً.
اجتماع "أستانا" الذي عُقد أمس أعاد مخاوف دول الإقليم، وهي مخاوف مشروعة، غير أنَّ الحلول ليستْ وافرة.
لكنَّ التحرّك الذي تقوم به دول تسعى فعلاً لإيجاد حلول، وفي مقدّمتها العراق، خلق أمس ما يمكن عدّه الفرصة الأخيرة، وتوالتْ أنباء عن انفتاح الحكومة السوريَّة على مقترحاتٍ قدَّمتها هذه الدول بانتظار موافقة الأطراف الأخرى.
أستعيد هنا ما قاله كاتب سوريّ هو الراحل سعد الله ونوس. قال: "نحن محكومون بالأمل".