أنديتنا.. ظهور لا يسرّ!

الرياضة 2024/12/09
...

محمد حمدي


لموسم كروي آسيوي آخر تواصل أنديتنا ظهورها الضعيف الذي لا يلبّي طموح الجماهير الكبيرة التي اعتادت أن ترى الإنجازات الحقيقية على مستوى المنتخبات فقط وتواجدها المؤثر في مناسبات عدَّة، وهو ما يختلف تماماً مع الأندية وواقع حالها الذي لا يسرّ حبيباً ونحن نرى خيبة الأمل الشرطاوية تتجدد في الموسم الحالي بصورة مخيفة، فبعد الخسارة الدراماتيكية أمام بيرسبوليس الإيراني، في الدقائق الأخيرة من المباراة أنهى ممثلنا الآسيوي المشوار بخسارة رابعة، إذ سبق له أن تعرّض للخسارة أمام فريقي الهلال والأهلي السعوديين والوصل الإماراتي، بينما تعادل مع فريق النصر السعودي وباختاكور الأوزبكي، وبات في طريقه لمغادرة البطولة من دورها الأول وهو يحتلّ المركز الثاني عشر والأخير في المجموعة الثانية.
الحقيقة أنَّ المشاركة المخيبة لم تكن جديدة على مستوى الأندية ولنا بها تاريخ حافل منذ البطولة الرابعة لموسم (93 – 1994) التي مثلنا فيها الزوراء وحتى اليوم، وبالرغم من اختلاف الأحوال والظروف ودخول الاحتراف الأجنبي إلى الدوري العراقي ومعه البدء فعلياً بنظام دوري المحترفين مع ذلك لا تغيير يذكر، وإن تكن إضافة المحترفين محلياً مؤثرة ومهمة ولكنها على العكس من ذلك خارجياً والدليل نتائج الشرطة والقوة الجوية في دوري أبطال آسيا للنخبة ودوري أبطال آسيا (2)، على الرغم من أنَّ القوة الجوية قد يكون وضعه أفضل بحكم أنَّ البطولة من المستوى الثاني.
وأجزم أنَّ الكرة العراقية تمر بأزمة حقيقية كبيرة تتعلق بمستويات اللاعبين وإمكانياتهم والمدربين أيضاً، الأمر الذي يجعل الفرق شاسعاً مع أقرب المنافسين لنا، وهناك الكثير من التحليلات التي أغرق بها المحللون البرامج والمواقع معاً وهي بمجملها صحيحة وواقعية وربما أضيف لها ثقافة اللاعب العراقي الذي ما زال يقدم ويبدع برسم ألوان المنتخب الوطني فقط بينما لا تمثل الأندية ذات المكانة لديه وهي حالة معروفة جداً ولم تتثقف بها أنديتنا ولا حتى جماهيرنا الرياضية المنقسمة على الأندية الكبيرة لدينا، والتي أثبتت جزعها من المشاركة الضعيفة حتى في المباريات التي تقام على أرضنا وبين جماهيرنا بالرغم من أنَّ الأندية وبطولاتها لا تقل أهمية عن أكبر بطولات المنتخبات وهي مرآة حقيقية لتطور كرة القدم والرياضة بصورة عامة، وما زلنا ننتظر وقفة حقيقية لعلاج واقع أنديتنا والاهتمام بالمشاركات الخارجية لأنها تأتي باسم العراق أولاً وأخيراً وإن استمرت الحال كما هي عليه فالاعتذار أفضل الحلول.