كتب رئيس التحرير:
أسدل الستار فجر أمس الاثنين على نظام الأسد في سوريا، وبانتهائه انتهتْ حقبة امتدَّتْ لأكثر من (60) عاماً من حكم حزب البعث في هذه الدولة الجارة الشقيقة.
المعارضة المسلّحة التي وصلتْ إلى العاصمة دمشق من دون مقاومةٍ تُذكر تعرف أنَّ أمامها عملاً كبيراً في وطنها الذي يتعرَّض منذ سنواتٍ إلى أزماتٍ سياسيَّةٍ واقتصاديَّةٍ وعقوباتٍ دوليَّةٍ وموجاتٍ من الاحتجاجات كان بعضها دموياً، ولهذا فهي حاولتْ طمأنة السوريين على أمرين رئيسين: أولهما تبديد المخاوف من الهاجس الثأريّ وعدم التفرقة في تعاملها مع أبناء شعبها. الأمر الآخر هو ملء الفراغ الذي خلّفتْه سلطة الأسد والقيام بعمليَّة انتقالٍ للسلطة من دون احتراب.
لا يُمكن الحكم على ما فعله المعارضون اليوم ولا غداً، فالتركة ثقيلة والوضع السوريّ بالغ التعقيد.
ما يشغلنا كعراقيين في الجنبة السوريَّة هو ضمان أمن حدودنا والحرص على وحدة وسلامة الأرض السوريَّة لأنَّ أيَّ اضطرابٍ تشهده سوريا يمكن أنْ تكون له ارتداداتٌ واسعة في منطقةٍ هشَّةٍ سياسياً كمنطقتنا التي تعجّ بالأزمات.
الحكومة العراقيَّة على لسان المتحدّث باسمها أعادت التأكيد على الثوابت العراقيَّة في التعاطي مع دول الإقليم: صيانة وحدة أراضي سوريا والحفاظ على استقلالها وضمان حقوق جميع مكوّنات شعبها وعدم التدخّل في شؤونها واحترام إرادة مواطنيها.
ما بين العراق وسوريا تاريخ حافل من الشراكة بلغ حدَّ المشاركة بالدم في الحروب التي خاضاها معاً ضدَّ الكيان الصهيونيّ، وتاريخ من التعاون الاقتصاديّ الذي يمكن أنْ يكون قاعدةً لتمتين العلاقات مع سوريا في وجهها الجديد.