علي حنون
لا نَخالنا نقف على ضفتين متجانبتين، عند الخوض في أطراف حديث مناسبته أهمية بطولة الخليج العربي لكرة القدم من الناحيتين الفنية والأخرى التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بفواصل اجتماعية وثقافية واقتصادية وترويجية وسواها من الجوانب، التي ليس من منطق الواقع اختزالها برؤية مُعينة، لذلك نجدنا كجماهير وشعوب خليجية أكثر من تستهويه، مُراقبة ومُتابعة والاستمتاع بما تجود به هذه المحطة الجميلة، رغم أنَّ هناك تياراً يرى ولأسباب لسنا في معرض الإسهاب في التعاطي معها، أنها استحقاق فقد الكثير من رونقه ومُوجبات بقائه، لاعتقادنا أنَّ تلك الرؤية تطل من الباحة الفنية البحتة، بعيداً عن الاعتبار من التفاصيل، التي تُقرّبنا من ضفاف عديد الحالات الناصعة.
ويقيناً أننا، بفلسفتنا، وفي مُتابعتنا لأبعاد الكرنفال الخليجي، نَعبرُ ودون النظر إلى الأفكار المُغايرة، الحدود الفنية المُجردة للمناسبة ونبصر مع بلوغنا شاطئ النسخة (26) التي نقف على أعتاب احتضان دولة الكويت لها، بطولة استثنائية، وأهمية البطولة وتشظي أهدافها باتجاهات إيجابية تصب جميعها في رافد تَعضيد أواصر التواصل والمحبة بين الأشقاء من خلال تسويق فعاليات مُتنوعة تُرافق أيام إقامة البطولة بهدف تنشيط الذاكرة الخليجية بموروث كان وسيبقى مناراً وسراجاً، وفعاليات تراثية تضرب جذورها في عمق التاريخ لتُؤكد باستدامة أنَّ خليجنا واحد مُزدان بماضٍ تليد وحاضر مجيد ومستقبل رغيد.
وبلا ريب، لا يُمكن أن تُلغي الرؤية الفنية لمُؤازري المنتخبات المشاركة في البطولة وأمنياتهم وتطلعاتهم في أن تكسب فرقهم اللقب، لا يُمكن أن تنسخ أبعاداً أخرى سديدة نؤمن جميعاً بها ونعتد لأنها اعتماداً، على اعتقادنا، تُعبّد أمام المُحبين طريق الأخوة بين جماهير منتخباتنا الخليجية، وما شاهدناه من مقاطع ود وحفاوة ارتفع مُؤشرها، في النسخة الفائتة، التي كانت البصرة العراقية مسرحاً لأحداثها الملونة المُمتعة، ستبقى خالدة في الذاكرة، لأنها برهنت أنَّ بطولة كأس الخليج لم تعد مُجرد مُنافسة وتنافس فني في فعالية كرة القدم، وإنما أصبحت منصة كبيرة وفعالة ولها ارتداداتُها من برامج وفعاليات تُعزز العلاقة بين شعوبنا، التي هي في جوهرها وبُعد مكنونها، واحدة وتتخذ من بطولة الخليج مُناسبة مُتاحة، لتنشيط فواصل سامية ونبيلة بين الأشقاء.
واعتماداً على ما جئنا عليه وذهبنا باتجاهه، فإنَّ بطولة كأس الخليج تعدّت رؤية القائمين عليها نمطية وكلاسيكية الأداء في الجانب التنظيمي وإدارة الملفات، بعدما أدركت الإدارة المعنية في الاتحاد، أنه لا مناص من القفز بجانب الأداء ليُساير باحترافية، الغايات والتطلعات، لذلك كنا ولم نزل شهود عيان على الاستعانة بالبرامج والمنظومات المُتطورة، لتأتي حلقات (مسلسل) التميّز مُكمّلة إحداهما للأخرى ولترتدي بطولة الخليج جلباب الإبداع والتميز.