الحلة: محمد عجيل
أجمع عددٌ من الحكام والمدربين الكرويين على الفائدة الكبيرة التي حققتها تقنية (var)- الحكم المساعد- لاسيما في تقليل الأخطاء وتحقيق العدالة في مباريات دوري نجوم العراق بكرة القدم إلى جانب إنصاف العديد من الفرق المشاركة، مشيدين في الوقت نفسه بجهود اتحاد اللعبة الذي حرص على إقامة العديد من الدورات التطويرية وورش العمل لهذه الشريحة.
أول المتحدثين إلى “الصباح الرياضي” كان الحكم الدولي نجم عبود الذي يقول: إنَّ “استخدام تقنية (var) في العام الماضي، شهد وجود بعض الأخطاء لكنَّ دائرة الحكام حاولت خلال العام الحالي عمل المعسكرات وورش العمل لتقليل تلك الهفوات من خلال تحليلات متواصلة لهذه التقنية شملت الحكام العاملين البالغ عددهم ثلاثة وخمسين حكماً”، موضحاً أنَّ “المعسكرات التي نُظمت في الإمارات وتركيا والسليمانية كانت في دول رائدة في هذا المجال من أجل تطبيق التقنية بالشكل الأفضل رغم المشكلات القائمة ولعلّ من أبرزها نقص التيار الكهربائي في الملاعب».
من جانبه، يرى عضو لجنة الحكام الدولي السابق جليل صيفي أنَّ “الجميع بمن فيهم حكام الساحة يبذلون قصارى جهدهم من أجل تطبيق مبدأ العدالة وهي الصفة التي تسببت في الاعتماد على تقنية (var) من قبل الاتحاد الدولي”، مبيناً أنَّ “رغم حداثتها في العراق إلا أنها حققت جزءاً من أهدافها”، مؤكداً أنَّ “امتعاض الجماهير من بعض القرارات التحكيمية حالة طبيعية تحدث في غالبية الملاعب وأنَّ استخدام هذه التكنولوجيا لا يلغي شخصية الحكم لاسيما أنَّ جميع الجهود تنصب من أجل تحقيق العدالة».
بدوره، يجد المنسق العام لتقنية (var) علي كريم أنَّ “العام الماضي شهد استخدام هذه المنظومة وكان فرصة للتدريب وإتقان العمل عليها وقد تمكّن القائمون عليها من تحقيق المستوى المطلوب من النجاح”، مضيفاً أنه “في الموسم الحالي تتواصل الكورسات العملية في ملعب المرحوم علي حسين شهاب من أجل الحصول على الترخيص لحكام (var) والتي تقام من قبل الاتحاد العراقي للعبة ويجري تطبيق الحالات في نصف الملعب على شكل مباراة متقطعة”، منوهاً بأنَّ “هناك كورسين الأول يقام على ملعب كامل من خلال عشرين دقيقة بينما يتضمّن الثاني مباراة كاملة».
ويتحدث كريم عن “أهمّ المشكلات التي تواجه هذه التقنية لاسيما من قبل الأندية والتي تخص توفير التيار الكهربائي في ملاعبها على مدار خمس ساعات متواصلة وهي مشكلة حقيقية ويعمل الجميع على حلها قريباً”، مشيراً إلى أنَّ “الجماهير بدأت تعي أنَّ هناك جهوداً كبيرة تُبذل في غرفة (var) الغاية منها تحقيق العدالة والوصول بالمباراة إلى بر الأمان».
أهل التدريب كان لهم رأي أيضاً بشأن استخدام هذه التقنية، إذ يشدد مدرب كرة النفط عادل نعمة على “أهمية أن يرتقي العمل في تأهيل الحكام العاملين في غرفة (var) بالشكل الذي يجعلهم أكثر كفاءة وعلمية في تشخيص الأخطاء وعرضها على حكام الساحة، بغية تحقيق العدالة ومن ثم إعطاء كل ذي حق حقه”، معترفاً أنَّ “هذه التقنية لم ترتق لمستوى الطموح حتى الآن وربما يتأتى ذلك من غياب البنى التحتية المطلوبة في ملاعبنا». ويوضح مدرب فريق كربلاء حسن أحمد أنَّ “استخدام تقنية (var) يُعد شيئاً رائعاً كونه يقلل من الأخطاء ويُرشد الحكام إلى اتخاذ القرارات الصحيحة وبالتالي تزداد الثقة بين الجميع ويعتمد بالدرجة الأساس على إمكانيات وكفاءة الحكام العاملين في غرفة التقنية لأنهم مرشدون إلى معاينة الأخطاء التي لم يتمكن من تشخيصها حكام الساحة”، مؤكداً أنَّ “استخدام التقنية لم يقض بشكل كامل على الأخطاء الواقعة خاصة تلك التي تتعلق بالأخطاء التي تتسبب في ركلات الجزاء لكننا على ثقة أنَّ هذه التقنية تتطور يوماً بعد يوم».