بغداد: رشا عباس
تصوير: نهاد العزاوي
عبرت الفنانة شذى حسون في أمسية ثقافية غنائية، عن أسفها وهي تحضر آخر يوم لفعاليات معرض العراق الدولي للكتاب الذي اختتم السبت الماضي قائلة :"إنه من المهرجانات المهمة، وننتظره سنوياً وبتنظيم رائع يجمع مختلف الدول العربية. ويعرف بأهمية الكتاب المصاحب للإنسان في مختلف مراحل حياته، سواء في الدراسة الأكاديمية أوعندما يرغب بالتعرف على شيء ما، مشيرة إلى علاقتها بالكتاب التي بدأت منذ طفولتها بحكم عمل والدها بالحقل الثقافي والمعرفي، إذ كان والدها شاعراً وإعلامياً في إذاعة بغداد.
فضلاً عن والدتها التي عملت بمجال التعليم، مبينة "كوني أحمل شهادة ماجستير في السياحة والفندقة من فرنسا أعشق الكتاب والقراءة، لاسيما في ما يخص الفن ومجالاته".
إرثٌ لا ينسى
وبشأن دور الفنان في إحياء تراثه والأشياء التي ينتمي إليها، أشارت حسون إلى أن العالم متوجه نحو العراق عامة، والموسيقى بشكل خاص، فأول قيثارة انطلقت من العراق وأول اختراع للعود على يد عراقية، والمقامات الموسيقية هي عراقية، فالعراق له باع طويل بالموسيقى، وبسبب الأوضاع ابتعدت الناس عن التواجد في العراق، وبدأ العراق يتشافى عاماً بعد آخر، وصارت لدينا معارض جعلت السائح يتغزل بجمال العراق ويوصل رسالة مفادها أن الأمن والأمان عادا في بلد الحضارات.
قبول الأغنية العراقية
حسون في استراحة لجذب زوار المعرض وإخراجهم من أجواء الأسئلة والأجوبة، تغنت ببغداد في مقطع "بغداد والشعراء والصور" ونال غناؤها التصفيق من الجمهور الحاضر، لا سيما أن بغداد في تلك الأيام تحتفل باختيارها عاصمة للسياحة العربية، موجهة سلامها إلى لبنان، التي لها وقع خاص على الفنانين ونتاجاتهم
الفنية.
وترى أن الأغنية العراقية لها مقبولية في الذائقة العربية لهجة ولحناً وشجناً، واستطاعت أن تقدم نوعية مهمة فيها معنى جميل يشبه أغاني الفنانين الكبار، موضحة أن سبعين بالمئة من الأغاني التي قدمتها من التراث العراقي على الرغم من عشقها للأغنية المصرية التي تأثرت بها وتعلمتها في بداياتها مثل: أم كلثوم وليلى مراد واسمهان.
وصفت حسون مواقع التواصل الاجتماعي بالسلاح ذي الحدين لما لها من دور في إبراز الفنان أو تسقيطه لدواع شخصية، حيث أن تلك المواقع لم تكن موجودة سابقاً واليوم باتت في متناول الكل، فيحاول البعض أن يخفي هويته ويفرغ مكنوناته النفسية من خلال جهازه الذكي، ويعطي آراء في مواضيع فنية من غير دراية أوعلم، فهي مع النقد البناء المستند على أرضية علمية، إذ يمكن من خلال هذا النقد أن يتجاوز الفنان أخطاءه وأن تكون اختياراته متوافقة مع الذوق العام، والإنسان بطبيعته وخلال عمله يتعرض للخطأ، ولكن المهم
تصويبه.
موقف واضح
حسون غنت للعراق وجيشه الباسل أثناء حربنا ضد عصابات "داعش" الإرهابية وإخراجها من الأراضي العراقية، وساندته وهو يحارب من أجل استرجاع تاريخه وحضاراته، مؤكدة لا بد للفنان من موقف واضح وصريح إزاء تلك القضايا المصيرية، التي تعني أن يوظف الفنان جهوده لخدمة الوطن لا لشخص أو جهة معينة.
من خلال أغنية "مشتاك اطير ويالهواء واوصل على بلادي" دعت شذى المثقفين والكتاب إلى عمل نهضة حقيقية في العراق من خلال أعمالهم ونتاجاتهم
المهمة.
وفي الختام، تمنت أن تمتلك منزلاً في العراق، لاسيما محافظة بابل مسقط رأس والدها، لتتعرف على العادات والتقاليد والأجواء الذي عاشها وترعرع فيها، فهي متأثرة بحبه لبلده وتحاول أن تعيش بعض الحكايات الجميلة التي قصها وتحدث
عنها.