بين الأمل والألم.. الأيزيديون يستقبلون عيد صوم {إيزي}

العراق 2024/12/19
...

 بغداد : عمر عبد اللطيف
 أربيل : سندس عبد الوهاب

يحتفل الإيزيديون في هذه الأيام، بعيد الصوم المعروف بـ "عيد صوم إيزي"، وهو من الأعياد الدينية الهامة في التقويم الإيزيدي، تتبادل فيه العائلات والجيران التهاني، وإقامة الولائم. ورغم أن هذا العيد يمثل فسحة من الفرح والتلاحم، إلا أن التحدي الأكبر يبقى في تمهيد الطريق أمام النازحين منهم والمختطفين للعودة إلى مناطقهم الأصلية.
ويحظى ملف المختطفين الإيزديين والنازحين، باهتمام الحكومة، وجعله ضمن أولويات أهدافها، إلا أن هذا الملف يواجه تحديات كبيرة.
و وفقاً لمستشار رئيس الوزراء لشؤون حقوق الإنسان، زيدان العطواني، فإن "ملف البحث عن المختطفين والمختطفات الإيزيديات يعد من الملفات الصعبة والمعقدة جداً". وأضاف لـ"الصباح" قائلاً: "ترأسنا لجنة عليا مختصة بذلك، تضم عضوية القيادات الأمنية البارزة إضافة إلى ممثلين عن وزارة الهجرة والمؤسسات الأخرى ذات
الصلة". وتابع "اللجنة عملت بشكل جاد على هذا الملف، وقدمت سيرفرات خاصة إلى اللجنة الدولية لشؤون المفقودين، إضافة إلى مديرية شؤون الناجيات في وزارة العمل".

جهود حكومية
تم، بحسب العطواني، تخصيص الرقم الساخن (5775)، واستحداث بريد إلكتروني للإبلاغ عن حالات الاختطاف، منوهاً بأن اللجنة نجحت في الوصول إلى العديد من المختطفين الذين كانوا في مخيم الهول، وكذلك في مناطق الرقة السورية، وبغداد وتركيا، وتمت إعادتهم إلى عائلاتهم.
وفي ما يخص الناجيات الإيزيديات، أكد العطواني أنه تم شمول (2202) ناجية بالرواتب التي تزيد على 800 ألف دينار، من أصل (2279) ناجية، بعد تقديم أكثر من 13 ألف إيزيدية لملفاتهن، إضافة إلى تقديم امتيازات أخرى مثل إعادة الناجيات إلى التعليم، فضلاً عن توزيع أكثر من 250 قطعة أرض في سهل نينوى.

إحصائيات المفقودين
في غضون ذلك، أعلن مكتب إنقاذ المختطفين الإيزيديين في إقليم كردستان، عن تحرير إمرأة إيزيدية مختطفة من سوريا مؤخراً، وإعادتها إلى العراق. وقال مدير المكتب حسين قائدي في تصريح لـ"الصباح": إن المكتب تمكن حتى الآن من إنقاذ (3584) من الأطفال والرجال والنساء الايزيديين الذين تم اختطافهم على يد عصابات داعش.
وأضاف قائدي أن المكتب، الذي تأسس في تشرين الأول 2014، أعد قاعدة بيانات وثقت اختطاف (6417) شخصاً من قبل تلك العصابات الإرهابية، مشيراً إلى أن (2591) شخصاً منهم مازالوا مختطفين حتى الآن.
وأشار إلى أن المكتب يعمل في جميع المناطق التي يتواجد فيها المختطفون سواء في العراق أو سوريا، حيث يتم وضع خطة عمل خاصة لكل حالة.
وأكد تحرير امرأة إيزيدية كانت مختطفة في سوريا في السابع من كانون الأول الحالي، وأن هناك عمليات تحرير أخرى ستتم في الأيام القليلة المقبلة.

أمل بعودة المختطفين
قائدي لفت إلى أن عدداً كبيراً من المختطفين الذين مازالوا أحياء، موجودين في سوريا ومناطق أخرى، وأن المكتب يتابع بشكل مستمر سجن صيدنايا والسجون الأخرى في سوريا، التي قد تضم مختطفين إيزيديين، منوهاً بأنه تم فتح تحقيقات لاستفسار عن وجود أي شخص إيزيدي في هذه السجون.

التحديات في سنجار
في تلك الأثناء، صرح مسؤول ملف إنقاذ المختطفين الإيزيديين في رئاسة إقليم كردستان، خيري بوزاني، أن تعقيدات الأوضاع الأمنية والسياسية والاجتماعية تشكل عائقاً رئيسياً أمام عودة النازحين الإيزيديين إلى مناطقهم في قضاء سنجار.
وأضاف لـ"الصباح" أن المنطقة لم تشهد استقراراً منذ تحريرها من عصابات داعش الإرهابية. كما بين أن عدد الناجين من الاختطاف منذ عام 2014 حتى الآن بلغ (3576) شخصاً، بينما تم إنقاذ 6 إيزيديات مختطفات خلال العام الحالي.
وبين أن قوات متعددة تتولى تأمين المنطقة، تشمل الجيش العراقي والحشد الشعبي والبيشمركة ووحدات حماية سنجار المحلية.

نازحون في الإقليم
وذكر بوزاني، أن عدد النازحين الموجودين في مخيمات إقليم كردستان يتجاوز عشرين ألفاً، في حين أن نحو 35 ألف عائلة نازحة خارج المخيمات، يعيش جميعهم تحت وطأة ذكريات الإبادة الجماعية، وهي ذكريات أليمة تُذكّرهم بأن الأمان في سنجار لم يتحقق بعد. وأوضح أن الوضع في المنطقة يظل صعباً، مما يجعل العودة إلى سنجار تحدياً
كبيرا.
وأكد مسؤول ملف انقاذ المختطفين ضرورة تكاتف الجهود المحلية والدولية لمعالجة هذه التحديات، ووضع خطة شاملة لإعادة الإعمار وتحقيق الأمن والاستقرار في سنجار، بما يضمن عودة كريمة وآمنة للنازحين.