عبدالهادي مهودر
في اليوم العالمي للغة العربية نتساءل ، أين نحن من لغتنا وما ترتيبها بين اللغات ؟ وماذا لو أحصينا كلماتنا قياساً لأفعالنا ؟ بالتأكيد سترجِّح كفَّة الكلام على الفعل والناتج ، لكنه أحلى الكلام كلام الجِناس والطِباق والتورية والسجع والفعل والفاعل ونائبه وكان وأخواتها والواو وجماعته ، وهي الوحيدة التي للكلمة الواحدة فيها عشرات الأسماء والمعاني دون كل لغات العالم ، ومع ما للغة العربية من أهمية ومزايا وغزارة في الألفاظ والأضداد والمترادفات و ( إنَّ الذي ملأ اللغات محاسن جعل الجمال وسرَّه في الضاد). فإنها لم تُدرج كلغة عالمية إلا عام 1973 بعد سلسلة طلبات وتوسّلات وجهود عربية متواصلة حتى قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتماد يوم 18 كانون الثاني ( ديسمبر) يوماً عالمياً لها وإدخالها ضمن اللغات الرسمية في الأمم المتحدة ،
وما تأخر هذا الاعتراف الدولي إلا دليل على تأخر وضعف تأثير الناطقين بهذه اللغة العظيمة التي تشرفت بنزول القرآن بلسان عربي مبين ، وفي الأسبوع الماضي مرَّ هذا اليوم العالمي مرور الكرام على نحو نصف مليار إنسان يتحدثون بلغة الضاد في الدول العربية والإسلامية، وفي كثير من هذه الدول تكاد تصبح اللغة الثانية بعد الإنكليزية والفرنسية على حساب اللغة الأم ، وبدل أن يكون تعلم اللغات الأخرى مصدر ثراء ثقافي ومعرفي إضافي ، أصبح التحدث باللغات الأجنبية مظهراً كمالياً أو (برستيجاً) للمشاهير والمجاهيل على حدٍّ سواء ، حتى أصبحنا أحوج ما نكون إلى تعلم العربية في ظلِّ التوجّه الواسع نحو تعلم الإنكليزية لكونها اللغة العالمية الأولى ولغة الصناعة والتكنولوجيا والاكتشافات والاختراعات العلمية والاتصالات والإعلام والذكاء الاصطناعي ، بينما نحن رضينا لها بالمرتبة السادسة أو السابعة بين الأمم كما رضينا بمرتبة العالم الثالث وبحسرات عمر أبو ريشة ( أمتي هل لك من بين الأمم منبر للسيف أو للقلم ..أتلقاكِ وطرفي مطرق خجلاً من أمسكِ المنصرم).