استعدادات كبرى ببغداد {عاصمة السياحة العربية 2025}
بغداد: هدى العزاوي
ومهند عبد الوهاب و شذى الجنابي
تصوير : رغيب آموري /خضير العتابي
تتسارع الخطوات التي تجريها مختلف الهيئات والمؤسسات التنفيذية في الدولة، مدعومة بتوجيهات حكومية ومساندة برلمانية؛ لإنجاز مشاريع سياحية وخدمية ونُصب في بغداد تتناسب وتاريخها الزاهر ومجدها الذهبي عقب اختيارها "عاصمة للسياحة العربية 2025"، بينما أكد مراقبون وخبراء أن هذا الاختيار يعدُّ فرصة كبيرة للتطوير الحضري والتنمية الاقتصادية وجذب الاستثمارات للعاصمة.
وقالت النائب الأول لرئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس النواب، سميعة الغلّاب، أثناء حضورها يوم الأربعاء الماضي، احتفالية إعلان اختيار بغداد عاصمة السياحة العربية لعام 2025 في القصر العباسي، إن "اللجنة أنجزت العديد من المؤتمرات والاجتماعات واللقاءات من أجل تطوير البنى التحتية للسياحة ونجحت في تنفيذ وتسهيل العديد من الفقرات خصوصاً سياحة العرب والأجانب للعراق"، مضيفة أن "اللجنة بصدد تعديل قانون السياحة بعد الانتهاء من قانون وزارة الثقافة".
وأضافت، في حديث خاص لـ"الصباح": "نبارك لأنفسنا ولأبناء شعبنا الغالي هذا الانتصار الذي توَّج بغداد عاصمة للسياحة العربية لعام 2025، ونحن على تواصل مستمر مع اللجنة المشكّلة من قبل مكتب رئيس الوزراء لهذا الغرض، ونحاول جاهدين إيجاد الحلول لإظهار بغداد بمكانتها الحقيقية التي نتغنى بأنها عاصمة العراق أولى الحضارات على الأرض".
وأوضحت، أن "اللجنة عقدت مؤتمرات خاصة بالسياحة من الدورة السابقة وتابعت تنفيذ التوصيات وعقدت اللقاءات مع المعنيين وخلصت إلى نتائج مرضية - خصوصاً مع الجهات المتعاونة مثل وزارة الداخلية والأجهزة التابعة لها - وكان للجنة الدور المهم في تنفيذ برنامج الفيزا الإلكترونية للسائحين، كما عقدنا عدداً من الاجتماعات لمديري السياحة في عموم المحافظات وأيضاً اجتماعات للكادر المتقدم في هيئة السياحة لتنظيم العمل والمساعدة على مفاتحة الجهات المعنية".
وأشارت الغلاب، إلى "الدور الكبير للجنة في دعم التخصيصات المالية للأهوار ومدينة بابل القديمة عند إدراجهما ضمن لائحة التراث العالمي في منظمة (اليونكسو)، ونعمل على متابعة تنفيذ البرنامج الذي ينهض بالبنى التحتية وما يرافقها من خدمات للسائحين في جميع الأماكن السياحية والأثرية".
وأكدت، "سيكون هنالك تعاون مع شبكة الإعلام العراقي بجميع مفاصلها وهيئة الإعلام والاتصالات بأخذ دورهما في التغطية الإعلامية لهذا الحدث المهم باختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية، وإبراز الهوية السياحية العراقية بالصورة التي تستحقها".
استعدادات كبرى
وتستعد هيئة السياحة في وزارة الثقافة بالتنسيق مع مختلف المؤسسات الحكومية لاستقبال السائحين في الأول من كانون الثاني المقبل، وقال مدير عام دائرة المجاميع السياحية بالوزارة، المهندس مهدي غضبان الساعدي، في حديث لـ"الصباح": إنه "تم تشكيل لجنة تنفيذية من مديرين عامين بهيئة السياحة بالتنسيق مع مختلف المؤسسات الحكومية والوزارات من أمانة بغداد والبيئة للاستعداد لمناسبة اختيار بغداد عاصمة السياحة العربية لعام 2025".
وبيّن، أنه "سيتم إنشاء نصب خاص لبغداد التاريخية بالمناسبة واختيار إحدى ساحات مركز العاصمة له تستذكره الأجيال القادمة، كما سيتم منح فيزا خاصة للسائحين إلى العراق يدوّن عليها (بغداد عاصمة السياحة العربية)، وأيضاً طبع عملة تذكارية وطابع خاص بالمناسبة".
وأضاف الساعدي، أنه "تم تفعيل الخطط لإبراز الوجه الحضاري لبغداد كواجهة سياحية من خلال تنظيم الفعاليات التي تبدأ في الأسبوع الأول من العام المقبل بعد احتفالات رأس السنة الميلادية، وسيتم انطلاق الألعاب النارية في سماء بغداد"، مشيراً إلى "تخفيض كلفة المبيت بالفنادق بنسبة 50 بالمئة للسائحين والدخول إلى المرافق السياحية".
وتابع: أن "الأنشطة الترويجية والبرامج ستستمر على مدار عام 2025، وتحسين الخدمات السياحية، وزيادة الاستثمارات للمشاريع السياحية، وإبراز معالم بغداد الثقافية والسياحية والدينية والتاريخية والترفيهية، والمعالم والمواقع الأثرية والتراثية كرموز تاريخية من تلك التي تم إدراجها ضمن لائحة التراث العالمي، وتطوير المناطق الأثرية في بغداد من قبل القطاع الخاص بالاستثمار، ودعم البنى التحتية لاستقبال الوفود السياحية العربية والأجنبية المتوقع وصولها في الأول من كانون الثاني من العام المقبل، وكذلك تحسين الخدمات المقدمة للسائحين من الضيافة والنقل والترويج للعراق".
وأوضح الساعدي، أنه "تمت المشاركة في المعرض السياحي في لندن بمرافقة 12 شركة سياحية عراقية، وشارك في المعرض عدد كبير من أهم شركات الطيران الأجنبية والعراقية وتم التعاقد مع شركات بريطانية، وإيطالية، وألمانية بتفويج السائحين إلى بغداد وحضورهم في احتفالية بغداد، والتعاقد مع شركات عربية مختصة بالسياحة الدينية وتفويج السائحين إلى المراقد الدينية، بالإضافة إلى مشاركة الهيئة مع عدد من أصحاب الفنادق والمطاعم والمرافق السياحية العراقية من الدرجة الأولى في معرض (فيتوري العالمي) في إسبانيا قريباً، لغرض التعاقد مع شركات سياحية أجنبية لتبادل الخبرات والتدريب وإقامة الدورات وتفويج السائحين بين البلدين".
أمانة بغداد
من جانبه، بين الناطق باسم أمانة بغداد، محمد الربيعي، أن "المؤتمر الرسمي لاختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية 2025، انطلق يوم الأربعاء الماضي"، مبيناً أنه منذ "صدور الأمر الديواني بالمناسبة، عملنا مع فريق مستشار رئيس الوزراء لشؤون السياحة بأن تستحصل بغداد على هذا اللقب الغالي المستحق، فبغداد ورغم التحديات الكبيرة قادرة على أداء دورها السياحي والثقافي وأن تنهض من جديد لتستعيد إرثها ومجدها"، مبيناً أن "هذا النجاح ما كان ليثمر لولا منجزات ونجاح الحكومة الحالية وما حققته من استقرار أمني وسياسي واقتصادي، ما انعكس على كافة مجالات الحياة ومن ضمنها استعداداتنا للاحتفال ببغداد عاصمة للسياحة العربية".
دعم برلماني
رئيس كتلة "النهج الوطني" النائب أحمد طه الربيعي، وفي حديث لـ"الصباح"، عدّ اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية "خطوة إيجابية لخلق فرص استثمار عالية المستوى في مختلف المرافق الحياتية"، ولفت إلى أن "البرلمان يدعم وبشكل جدي كل ما يعيد العراق كبلد محوري ينعم بالرخاء".
مؤكداً، على "متابعة الإجراءات المتعلقة باختيار بغداد عاصمة السياحة العربية، والجهود المبذولة من قبل الجهات المعنية وعلى مختلف مستويانها للحفاظ على هذا المنجز العظيم الذي يؤكد أن العراق كان ولايزال مهد الحضارة وواجهة المنطقة العربية".
من جانبه، قال النائب طعمة اللهيبي، لـ"الصباح": إن "اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية خطوة إيجابية، ودليل على أهمية بغداد التاريخية والثقافية التي تنبع من تاريخ حافل بالثقافة والإبداع والتقاليد العريقة التي تمثل عمق المدى التاريخي لبغداد الموغل في الزمن، والذي يعد تاريخاً أنار العالم أجمع بالعلم والثقافة والمعرفة، لذلك تبقى بغداد رمزاً من رموز الحضارة العربية المشرقة وتاجاً لمجدها العظيم الذي كان مناراً يضئ مسارات العلم والثقافة".
وطالب اللهيبي، "الحكومة ووزارة الثقافة وهيئة السياحة والجهات المعنية، بالاستعداد الكامل لاستحقاق اللقب واستقبال الوفود وإقامة المهرجانات الخاصة
بالمناسبة".
خطوة ستراتيجية
رئيس مؤسسة "أصول للتطوير الاقتصادي والتنمية المستدامة"، خالد الجابري، قال في حديث لـ"الصباح": إن "اختيار بغداد عاصمة السياحة العربية يُعتبر خطوة ستراتيجية هامة نحو انفتاح اقتصادي واسع، حيث سيُسهم بشكل كبير في تطوير العديد من القطاعات الحيوية المرتبطة بالسياحة"، مؤكداً أن "السياحة ليست مجرد استقطاب الزوار، بل هي محرك قوي للاقتصاد، إذ تتطلب العديد من الخدمات والأنشطة المكملة مثل قطاع الفنادق، النقل، المواقع الأثرية، والصناعات الغذائية، والتي تعكس غنى وتنوع المطبخ العراقي".
وأشار، إلى أن "مشروع (معسكر الرشيد) الذي أطلقته الحكومة يمثل خطوة هامة نحو خلق بيئة سياحية جديدة في بغداد، فهذا المشروع الذي يشمل أكثر من 5000 دونم، سيكون له دور رئيسي في جذب السياحة وتحفيز الاقتصاد المحلي، كما يشمل عناصر سياحية حديثة تُسهم في تطوير العاصمة العراقية".وحثّ الجابري، "أمانة بغداد على تطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية في بغداد لضمان استمرارية هذه المبادرات وتحقيق النجاح المرجو منها، ولتكون متناغمة مع سرعة الحكومة في العمل والارتقاء والإنجاز".