وجدان عبدالعزيز
هل يستطيع الرئيس الأميركي ترامب إقناع شعبه بإعلان الحرب على إيران؟ نعتقد أنه قد يلاقي صعوبة في هذا الأمر، فلا تستطيع أميركا إعلان الحرب على إيران، إلا إذا تعرضت حياة الأميركيين من عسكريين أو مدنيين الى الخطر الحقيقي، في هذه الحالة قد تكون مسوغات لشن الحرب، وكما تبدى لنا أنَّ ردَّ أميركا على إسقاط الطائرة المسيرة من قبل إيران، قد أوقفه الرئيس ترامب قبل عشر دقائق من انطلاقه لماذا؟،
وحتى هذه اللحظة كل التصريحات الإيرانيَّة تؤكد نية الابتعاد عن الحرب، لكنَّ معطيات الواقع الأميركي تؤكد أنَّ الموساد الصهيوني يحاول بكل ثقله دفع الرئيس الأميركي لشن هذه الحرب على إيران، ودليلنا تحذير الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، لحزب الله في عدم استخدام الأراضي اللبنانية قاعدة لشن هجمات على إسرائيل، وان جريدة هآرتس الاسرائيلية أكدت في حالة قيام حرب مع حزب الله ستؤدي الى استهداف الكثير من المواقع الاسرائيلية بالصواريخ والقذائف بشكل لم تشهده من قبل، فضلاً عن مقتل مئات الجنود الاسرائيليين، رغم انها زعمت
بقولها:
وفي النهاية سيهزمون حزب الله وتدعو الى التماسك الداخلي للفوز في هذه المعركة، وكأنَّ إسرائيل مطمئنة بأن حرباً ستُشن ضد إيران، ومن خلال تتبع الأحداث في المنطقة، تؤكد هذه الأحداث من الجانب الآخر براءة إيران منها، هذا أمر يصبُّ في صالح إيران، لكنَّ إسقاط الطائرة المسيرة أثار بعض المخاوف من رد أميركا، ونتمنى على الجانب الإيراني التحلي بالصبر والحكمة وعدم الرد المقابل بصورة انفعالية، فقد يكون الرد
الإيراني مسوغاً لأميركا في إعلان الحرب، وحتى تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز، ليس له ما يبرره، لأنَّ أميركا تستطيع الحصول على موافقة مجلس الأمن وحشد تأييد دولي لإعلان حرب شاملة على إيران من قبل مجموعة من الدول خلال فترة بسيطة، وإنْ حدث مثل هذا الأمر فإنَّ إيران لا تجرؤ على إغلاق المضيق لمدة ساعة واحدة، بل هي تعلم علم اليقين تداعيات مثل هذا الإجراء، والفرقُ شاسعٌ بين تهديدات إعلاميَّة
تأتي من بعض السياسيين والعسكريين الإيرانيين وبين اتخاذ إجراء حقيقي على الأرض وتنفيذ هذا التهديد، لكن ما يُخشى من ترامب هو أمران؛ الأول هو ردات فعله غير المحسوبة، وغير المتوقعة، والأمر الثاني هو استهزاؤه بمن سبقه من الرؤساء ومنهجهم في الحرب، وبالذات الكشف المسبق عن ساعة الصفر، حيث تطرق في أحد لقاءاته إلى منهجه في الحرب، وهو عدم كشف ساعة الصفر بل المباغتة.