الولايات المتحدة أوفر سلاحاً من إيران ولكن..
قضايا عربية ودولية
2019/07/01
+A
-A
ترجمة : انيس الصفار
تصاعد التوترات خلال الاسبوع الماضي، الذي أوشك ألا يبقي امام الولايات المتحدة من سبيل سوى المجابهة المفتوحة مع إيران على حد وصف الرئيس ترامب، يسقط الضوء على حقيقة كالحة كان البنتاغون يحاول التعاطي معها عبر السنوات، تلك الحقيقة هي: رغم أن الجيش الأميركي يفوق إيران عدّة وسلاحاً فإن طهران تبقى قادرة على جعل أي حرب موجعة مهما كانت محدودة.
لدى الجيش الإيراني أكثر من 700 ألف جندي، بضمنهم الجيش التقليدي البالغ نحو 350 ألف رجل، وفقاً لتقرير جهاز الابحاث التابع للكونغرس الذي نشر في الشهر الماضي. لا يدخل ضمن هذا الاحصاء فيلق حرس الثورة الاسلامية، وهو قوة متخصصة قوامها نحو 125 ألف عنصر اضافيين، الى جانب سلاح بحريتهم الذي يضم 20 ألف رجل، وفقاً للتقرير المذكور.
فيلق الحرس الثوري كان هو مصدر الاحتكاك بين الولايات المتحدة وإيران. هذه القوة، التي صنفتها الادارة الاميركية في شهر نيسان ضمن المنظمات الارهابية الاجنبية، هي التي تنفذ أعمال الدورية في مضيق هرمز ذي الاهمية الستراتيجية، وهي التي تشرف على برامج إيران الصاروخية البالستية، وهي التي ادعت المسؤولية عن اطلاق الصاروخ الذي اسقط طائرة الاستطلاع الاميركية المسيرة فوق مضيق عمان ، ذلك الحادث الذي حفز ادارة ترامب على التخطيط لضربة انتقامية عدل عنها الرئيس في وقت متأخر من اليوم نفسه.
عند اجراء مراجعة للاسلحة الايرانية يتكشف أن الكثير منها "قديم الطراز آيل للاندثار، أو انه منخفض النوعية" حسب ما جاء في تقرير مركز الدراسات الستراتيجية والدولية للعام 2018. بيد أن التقرير نفسه يضيف أن صواريخ طهران البالستية وصواريخ من نوع كروز، ودفاعاتها الجوية، وقدرتها على الاستعانة بقوات حلفائها ووكلائها في المنطقة "لا ينبغي اسقاطها من الحساب".
وتحدث مسؤول دفاع أميركي كبير، اشترط عدم ذكر اسمه نظراً لحساسية الشأن المطروح، أن السفن المصاحبة لحاملة الطائرات "يو أس أس ابراهام لنكولن" قد وضعت في حالة استعداد للضرب عند صدور الاشارة. من بين تلك السفن: المدمرة "يو أس أس بينبردج" والطراد حامل الصواريخ الموجهة "يو أس أس لاييت غالف"، وكلاهما لديهما القدرة على حمل صواريخ توماهوك، على حد قول المسؤول. بينما رفض المسؤولون العسكريون الاميركيون تأكيد ما اذا كانت لنكولن والسفن المصاحبة لها في حالة تأهب لتنفيذ عملية أو إن كانت هناك ضربة وشيكة.
يقول المقدم "إيرل براون"، المتحدث باسم الجيش الأميركي: "لدى القيادة المركزية الاميركية قدرات عسكرية فاعلة في المنطقة وهي مستعدة للرد على اي ازمة تقع. الولايات المتحدة لا تريد صداماً مع ايران، ولكنها في وضع استعداد للدفاع عن قوات الولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة".
ومن الاسلحة التي تمتلكها ايران ايضاً منظومات صواريخ ضد الجو، مثل "أس 300" التي تستطيع استهداف اجسام تطير على ارتفاع نحو 80 ألف قدم. لدى طهران ايضاً اسطول جوي مؤلف من نحو 300 طائرة، ولو أن ايا منها لا تداني من حيث التطور والقدرات ما لدى القوة الجوية الاميركية. طائرات إيران تضم مقاتلات "ميغ 29" روسية الصنع وقاذفات سوخوي 24، وارثا قديما من طائرات اميركية احالها البنتاغون على التقاعد، مثل طائرات "أف 4" التي كانت إيران قد اشترتها من الولايات المتحدة قبل ثورة العام 1979، كما يفيد التقرير.
في البحر يعتقد أن لإيران اسطولا مكونا من اكثر من 100 مركب، نصفها تقريباً زوارق صغيرة سريعة الحركة لا قبل لها بمواجهة المدمرات الاميركية، ولكن بوسعها تعطيل الحركة البحرية من خلال زرع الالغام واستفزاز السفن التجارية.
من جانبه صرح البنتاغون انه بصدد نشر 1000 جندي اضافيين في الشرق الاوسط وبعدها بايام قليلة صدر ايضاح يبين أن تلك القوات سوف تضم معها فوجاً من صواريخ باتريوت، المستخدمة في الدفاعات الجوية وطائرات الاستطلاع المسيرة أو التي يقودها طيار، وكذلك الطائرات المقاتلة وطائرات الاسناد وغير ذلك من قدرات الردع.
أكد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الاسلامي الإيراني للشؤون الدولية، حسين أمير عبد اللهيان، أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب ومتطرفي البيت الأبيض، بحسب وصفه، "تلقوا رسالة صارمة من جزء صغير جدا من القدرات الإيرانية في إسقاط الطائرة الأميركية المسيرة المتطورة"،
بدوره اعتبر رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في الجيش الإيراني العميد أحمد رضا بوردستان أن إسقاط الطائرة الأميركية المسيرة يعتبر دليلا على تطور الصناعات الدفاعية الإيرانية.
ونقلت "فارس" للأنباء عن بوردستان قوله: "لقد حققنا تقدما باهرا في المجال الدفاعي والأمني، والنقطة اللافتة في هذا الصدد هي أن الطائرة الأميركية المسيرة لم يتم إسقاطها بالمنظومات المشتراة من روسيا"، والتي لا يكشفها الرادار .
وتابع قائلا: "إن هذا الأمر مؤشر إلى أن ايران تحظى بقدرات دفاعية عالية جدا خاصة في المجال الصاروخي وأن الخبراء والعلماء الإيرانيين يقومون بتطوير هذه المنظومات باستمرار من خلال التواصل مع الجامعات".
وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن إسقاط طائرة تجسس أميركية مسيرة، فجر الخميس 20 حزيران الماضي، في محافظة هرمزجان جنوبي إيران.
وقال الجيش الأميركي إن الطائرة التي تم إسقاطها كانت تحلق على ارتفاع كبير في المجال الجوي فوق مضيق هرمز على بعد 34 كيلومترا تقريبا من المجال الجوي الإيراني.
وبحسب "رويترز"، قال الفريق جوزيف جواستيلا، قائد سلاح الجو في الشرق الأوسط، للصحفيين في مقر وزارة الدفاع (البنتاغون) من دون أن يتلقى أسئلة: "هذا الهجوم الخطير والتصعيدي غير مسؤول ووقع في محيط ممرات جوية معترف بها قانونا بين دبي في الإمارات ومسقط بعمان معرضا المدنيين لخطر محتمل".
وأضاف أن الطائرة المسيرة لم تنتهك المجال الجوي الإيراني "في أي وقت خلال مهمتها". وقال إنها سقطت في المجال الجوي الدولي بعد استهدافها.
نبذ الحرب
الى ذلك يواصل طرفا النزاع الاميركي والايراني التشديد على رفض الحديث عن حرب مقبلة على الرغم من استمرار ادارة البيت الابيض في سياسة فرض العقوبات على ايران لاخضاعها والتخلي عن برنامجها النووي ، اذ أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن طهران لا تريد حرباً في المنطقة لكن في الوقت نفسه إذا حصلت الحرب فإن طهران ستواجه.
ونقل الموقع الرسمي عن الرئيس روحاني، قوله خلال اجتماع حكومي: " البيت الأبيض يبدو متخبطا هذه الأيام إذ نسمع من أصحابه تصريحات غير واقعية ومضحكة"، مشيرا إلى أن العقوبات الأخيرة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على طهران تثبت أن واشنطن لا يمكن أن تفهم القضايا الدينية للبلدان الأخرى".
وتابع الرئيس الإيراني "الرئيس الأميركي أثبت انه لا يفهم قضية المرجعية والقيادة المعنوية ولا يعرف حدوده"، مؤكدا أن العقوبات الأميركية وصلت إلى النهاية".
يذكر أن الرئيس الأميركي أعلن الاسبوع الفائت، التوقيع على أمر تنفيذي يتضمن فرض عقوبات جديدة على إيران تشمل المرشد الأعلى للثورة.
كما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على 8 من قادة الحرس الثوري الإيراني، وأكدت أنها ستضع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على قائمة العقوبات في وقت لاحق.
الحرس الثوري
بدوره حذر قائد في الحرس الثوري الإيراني الأميركيين من اتخاذ قرار الحرب، داعيا إياهم لمراجعة حساباتهم جيدا فلا يمكن التراجع خلال تلك الحرب.
ونقلت وكالة فارس عن قائد مقر عمليات خاتم الأنبياء في الحرس الثوري الإيراني اللواء غلام علي رشيد قوله: "سترد القوات المسلحة الإيرانية بدون أي تردد وبكل قوة على أي اعتداء ترتكبه الولايات المتحدة ضد أي جزيرة إيرانية أو على الحدود البحرية أو الجوية أو البرية".وأضاف رشيد "يجب على الأميركيين أن يعيدوا حساباتهم جيدا قبل أن يقرروا الحرب، حيث لا يمكن التراجع عنها"، متابعا "نحن نحذر من أن مدة الحرب وزمانها لن يكونا بيد أي أحد".وشدد رشيد "يجب أن يكون الأميركيون قد أخذوا درسا جيدا من أخطائهم بشن الحروب السابقة التي تسببوا خلالها بمقتل وجرح أكثر من 70 ألف شخص وصرف أكثر من 7 آلاف مليار دولار".
موقف سيادي
بدوره قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف: إن "طهران لن تخضع أبدا للضغوط الأميركية، وان على واشنطن إبداء الاحترام إذا أرادت إجراء محادثات معها". وأضاف ظريف، في كلمة نقلها التلفزيون الإيراني، امس الاثنين: "لن تخضع إيران أبدا لضغوط الولايات المتحدة، على أميركا محاولة احترام إيران، إذا أرادوا الحديث مع إيران فعليهم إبداء الاحترام".وأكد وزير الخارجية الإيراني أن "الولايات المتحدة هزمت في الدول المجاورة لإيران وسوف تهزم اقتصاديا على المدى الطويل"، معتبرا أن "أهمية الآلية المالية الأوروبية بالنسبة لإيران تكمن في توسيع الفجوة بين أوروبا والولايات المتحدة".
النفط الايراني
الى ذلك أعلن وزير النفط الإيراني، بيجن زنغنة، أن إيران لن تغير موقفها على الرغم من تزايد الضغط الأميركي والعقوبات الأميركية المتزايدة.
ونقلت صحيفة "بلومبرغ" عن الوزير الإيراني زنغنة: "إيران سترفض ميثاق التعاون مع الدول غير الأعضاء في أوبك واعتبر أن جلستها المقبلة ستكون سهلة وواضحة لأن موقفي واضح".
وأشار زنغنة الى أن منظمة "أوبك" تواجه خطر الزوال والموت في حال بقيت على سياستها. وسأل الوزير الإيراني لماذا اتخذ قرار أوبك في أوساكا وليس في فيينا؟". وختم زنغنة قائلا: "إيران ترفض ميثاق الشراكة الطويلة الأجل مع أوبك".
اليورانيوم المخصب
الى ذلك أكد جواد ظريف، وزير خارجية إيران، أن طهران اخترقت الاتفاق النووي الإيراني بتخزين أكثر من 300 كغم من اليورانيوم المخصب
وأفادت الوكالة الإيرانية بأن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وزنوا كميات اليورانيوم المخصب بنسبة 3.67 بالمئة، ووجدوا أنها تجاوزت حاجز الـ 300 كلغ.
وكانت طهران أعلنت أنها ستتجاوز الحد المسموح بإنتاجه من اليورانيوم وفق الاتفاق النووي، بعد "فشل باقي الموقعين على الاتفاق النووي في اجتماع فيينا بتلبية مطالب إيران الخاصة بحماية نفسها من العقوبات الأميركية".
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في وقت سابق، إن اجتماع فيينا الذي عقد الأسبوع الماضي، يمثل خطوة إلى الأمام، لكنه غير كاف.
وأضاف أن المحادثات التي تهدف إلى الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني أحرزت تقدما، لكنها لا تكفي لإقناع طهران بتغيير قرارها بتجاوز القيود الأساسية للاتفاق واحدا تلو الآخر.
وأنشأت القوى الأوروبية آلية "انستكس" للتبادل التجاري مع طهران، في محاولة لحماية جزء من الاقتصاد الإيراني في الأقل من العقوبات الأميركية، لكن لم تُفعل تلك الآلية حتى الآن.
وقال دبلوماسيون إنها ستكون قادرة على التعامل مع أحجام صغيرة من السلع فحسب، مثل الأدوية وليس مع مبيعات النفط الكبيرة، كما تطلب إيران.
دان لاموث/عن صحيفة واشنطن بوست
أخبار اليوم
كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني تشيد بالتحول الإيجابي الذي تشهده شبكة الإعلام
2024/11/25 الثانية والثالثة