بغداد : مهند عبد الوهاب
تصوير : أحمد جبارة وكرم الأعسم
تزامنا مع الذكرى الـ104 لتأسيس الجيش العراقي، يعتزم القائد العام للقوات المسلحة، رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، إطلاق مجموعة من المشاريع الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز القدرات القتالية، وتحديث البنى التحتية للمؤسسة العسكرية.
وعلى هامش الاستعداد للاحتفال بعيد الجيش، أمس، أكد الناطق باسم القائد العام، اللواء قوات خاصة يحيى رسول، أن "القائد العام سيقوم بافتتاح مشاريع حيوية، كما سيضع حجر الأساس لمشاريع أخرى تهدف إلى تطوير البنى التحتية للمؤسسة العسكرية، بما يتماشى مع أحدث المعايير العالمية في مجال التسليح والتدريب." وأضاف لـ"الصباح" قائلاً: إن هذه الخطوات تأتي في إطار استراتيجية شاملة لتعزيز جاهزية القوات المسلحة لمواكبة التحديات الإقليمية والدولية، وضمان قدرتها على الحفاظ على الأمن الوطني والسيادة العراقية.
وأشار اللواء رسول إلى أن القيادة العسكرية في هذه المرحلة تركز على بناء وتعزيز قدرات القوات المسلحة العراقية من خلال تجهيزها بأحدث الأسلحة والمعدات. منها إدخال منظومة "MS" للدفاع الجوي، إضافة إلى تحديث منظومة الرادارات وتطوير القوة الجوية وطيران الجيش، لافتاً إلى أن هناك نهضة عمرانية مستمرة لتعزيز المؤسسات العسكرية، وهو ما يعدُّ ركيزة أساسية لمواجهة أي تحديات قد تطرأ في المستقبل.
وأوضح اللواء يحيى رسول أنه "في يوم غدٍ، الاثنين، سيتم عرض المعدات والأسلحة الخاصة بالجيش العراقي، تليها احتفالية بمناسبة عيد الجيش، ثم افتتاح عدد من المشاريع من قبل القائد العام للقوات المسلحة." وأضاف أن "ما يميز هذا العام عن الأعوام السابقة هو التركيز على تعزيز البنى التحتية، إضافة إلى تسليح الجيش وتعزيز قدراته بما يتناسب مع متطلبات المؤسسة العسكرية لمواجهة التحديات الإقليمية، خاصة في ظلِّ حالة عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. لذلك، من الضروري أن يكون لدينا جيش قوي قادر على حماية السيادة الوطنية."
وتابع: "الجيش العراقي يمتلك الآن جميع القدرات والإمكانات اللازمة لحماية الحدود في جميع الاتجاهات، وتنفيذ التحصينات الضرورية. كما أن الجيش مستعد تماماً للدفاع عن الأراضي العراقية باستخدام التقنيات الحديثة في عدة مجالات، مثل الطيران المسير والتكنولوجيا المتقدمة." وأكد أن "هذه الاستراتيجية تعكس رؤية القائد العام ووزير الدفاع ورئيس أركان الجيش في تسليح الجيش بأحدث الأسلحة والمعدات، لتواكب التطورات العالمية في مجال التسليح".
أما على مستوى التدريب، فقد أكد اللواء يحيى رسول أن هناك العديد من المؤسسات التعليمية والمدارس الخاصة بتدريب الصنوف العسكرية، حيث يتواصل التدريب بشكل مستمر سواء كان تدريبات جماعية أو تدريب فردي متخصص. ولفت إلى أن هناك نهوضاً ملحوظاً في مستوى التدريب، وهو ما يُسهم في رفع معنويات المقاتلين ويزيد من كفاءتهم القتالية. وأشار المتحدث إلى أنه تم تدريب فرقة القوات الخاصة الثانية داخل العراق، ثم أُرسلت الدفعة الأولى إلى باكستان، كما تم توقيع اتفاقية مع جمهورية مصر العربية لتطوير القدرات التدريبية للقوات الخاصة باستخدام أحدث أساليب التدريب. وأضاف أن هناك تفاهمات مع العديد من الدول لتدريب القوات العراقية، حيث تم إرسال وفود إلى دول عالمية وعربية لتدريب الضباط والجنود على تقنيات متطورة.
وفي مجال الدفاع الجوي، أوضح اللواء رسول أن هناك جهوداً كبيرة بذلت في تحديث الرادارات، حيث يمتلك العراق رادارات حديثة فرنسية الصنع تغطي كامل المساحة العراقية. وأضاف أن القوات الجوية العراقية تتمتع هي الأخرى بإمكانيات هائلة تشمل طائرات مقاتلة وتعبوية مثل طائرات F16 وT50 وL159، إضافة إلى طائرات النقل الجوي C130 وعدد من الطائرات التي تستخدم في التدريب. كما تم إدخال طائرات السوبر موشاك الباكستانية حديثاً لتدريب طلاب القوة الجوية.
أما في مجال طيران الجيش، فأوضح أنه تم تحديث الأسطول بطائرات "بيل"، حيث بدأ تسلم الوجبات الجديدة منها، وهي تلعب دوراً مهماً في عمل طيران الجيش، إضافة إلى التعاقد مع فرنسا للحصول على طائرات "الكركال" الفرنسية المروحية متعددة المهام، التي تتمتع بقدرات كبيرة سواء في الطيران النهاري أو الليلي، وكذلك في نقل المقاتلين وإسناد القطاعات العسكرية.
وفي ما يتعلق بصيانة المعدات العسكرية، أكد اللواء رسول أن العراق يمتلك معامل كبيرة ومختصة في مجال التصليح، حيث يعمل المهندسون والفنيون العراقيون على صيانة وإدامة المعدات العسكرية، بما في ذلك القوات البحرية والقوة الجوية وطيران الجيش. وأشار إلى أن هذه المعامل نجحت بشكل كبير في تلبية احتياجات الجيش العراقي من صيانة المعدات. وأضاف أنه يوجد أيضاً معمل خياطة يُسهم بشكل كبير في تزويد المؤسسة العسكرية بالتجهيزات اللازمة، موضحاً أنه في يوم 6 كانون الثاني الذي يوافق الذكرى الـ 104 لتأسيس الجيش العراقي، سيتم تبديل زي القوات المسلحة بزي جديد، تم تجهيزه لجميع القطاعات العسكرية من قبل معمل الخياطة.