بغداد: جنان الأسدي
النجف الأشرف: حسين الكعبي
في إطار الجهود الحثيثة المبذولة لحماية شرائح المجتمع من المخدرات وآثارها المدمرة، أعلنت وزارة الداخلية نجاحها في علاج ما يقرب من ثلاثة آلاف مدمن، بعد اعتمادها برنامجاً علاجياً خاصاً بها، مؤكدة استقبال المصحات القسرية خلال العام الماضي 2024، أكثر من خمسة آلاف مدمن.
في غضون ذلك خصصت دائرة صحة النجف موقعاً شمال مركز المحافظة، لإنشاء مركز تأهيل صحي ونفسي لعلاج مدمني المخدرات.
وأعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في شهر أيار الماضي، أن الحكومة ستتعامل مع قضايا المخدرات على أنها تهديد إرهابي، معلناً إعداد ستراتيجية وطنية مكثَّفة لمكافحة المخدرات للسنوات (2023-2025) ضمن خطة موسعة نحو عراق خالٍ من المخدرات.
وقال مدير قسم مراكز تأهيل المدمنين ومتعاطي المخدرات في الوزارة العقيد الدكتور رياض أحمد محمد بتصريح لـ"الصباح": إن عدد المصحات القسرية لعلاج متعاطي ومدمني المخدرات التي تم افتتاحها استناداً للأمر الديواني لوزارته خلال العام 2023، الذي نصَّ على إنشاء مصحات قسرية لعلاج مدني ومتعاطي المخدرات، بلغ 15 في بغداد والمحافظات باستثناء نينوى والتي ستنشأ فيها واحدة قريبا.
وكشف عن بلوغ عدد من استقبلتهم المصحات خلال 2024، نحو خمسة آلاف و129 مدمناً، فيما بلغ عدد من اكتسبوا الشفاء التام وخرجوا منها نحو 2957 مدمناً، مبيناً أن القسم اعتمد على برنامج علاجي خاص به تحت اسم (4+1)، والذي عدَّه تحدياً كبيراً، لاسيما أن هناك العديد من البرامج العالمية المعتمدة في المصحات العالمية.
وذكر محمد أن هناك أربع مراحل للعلاج تعتمد داخل المصحات فيما تكون المرحلة الخامسة والأخيرة، بعد خروج المدمن واكتسابه الشفاء وتشمل برامج الدعم والمتابعة التي يتلقاها، منوهاً بأن مراحل العلاج الأربع، تتضمن تأهيلاً سلوكياً ونفسياً وبرامج دينية وإرشادية وتوعوية، مع برنامج علاجي بشكل كتاب مترجم إلى أربع لغات، ملحق به برنامج يومي يبدأ السابعة صباحاً وينتهي في العاشرة مساءً، تتخلله محاضرات تنمية بشرية وإرشاد ديني وجلسة علاج نفسية فردية أو جماعية وقراءة للكتب .
وأفاد بأنه وبحسب قانون الوزارة رقم 50 لسنة 2017، فإن الأشخاص الذين يتعالجون في المصحات القسرية، ينقلون إليها بعد إلقاء القبض عليهم، لافتاً إلى حاجة عملية التحقيق والنقل، إلى وقت وهذا الوقت كافٍ لتخلص المدان من السموم التي يتعاطاها، ضارباً المثل بمادة (الكرستال) المخدرة والتي يحتاج جسم المدمن إلى سبعة أيام لتخليصه من آثارها.
وفقاً لإحصائيات المديرية العامة لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية التابعة للوزارة، فقد شهد النصف الأول من 2024، اعتقال أكثر من ستة آلاف متورط بجرائم ترتبط بالمخدرات بين تجار ومتعاطين.
وأوضح مدير قسم مراكز تأهيل المدمنين ومتعاطي المخدرات أن أهم مرحلة في علاج المدمنين، تتضمن مرحلة سحب المادة من الجسم وبالتالي فإن المصحات القسرية تتجاوز هذه المرحلة، كون المتعاطي تجاوزها خلال مدة توقيفه، مؤكداً أن النزيل داخل المصحات، لاتقدم له أية عقاقير طبية، وإنما يتم الاعتماد على تأهيله نفسياً، والذي عدَّه أهم مراحل العلاج.
إلى ذلك خصصت دائرة صحة النجف موقعاً في حي النداء شمال مركز المحافظة، لإنشاء مركز تأهيل صحي ونفسي لعلاج مدمني المخدرات، بحسب ما أفاد به مديره الدكتور هاتف المحنة.
وبين بتصريح لـ"الصباح" أن العتبة العلوية خصصت للمركز أربع بنايات مجانية في مدينة الإمام الحسين (ع) للزائرين على طريق (النجف – كربلاء)، وكان الاتفاق بين الصحة والعتبة على أن يشغل المركز هذه البنايات لخمس سنوات، لغاية إنجاز بنايته في حي النداء والانتقال إليها، مؤكداً اكتمال جميع متطلبات المركز من الملاكات المتخصصة والأجهزة والقاعات والسعة السريرية البالغة 50 سريراً.