كاليفورنيا تحترق

بانوراما 2025/01/13
...

 كاليفورنيا: متابعة الصباح 

تواصل الحرائق في الولايات المتحدة تمددها إلى مناطق واسعة من ضواحي مدينة لوس أنجلوس، بولاية كاليفورنيا.

وأظهرت صور أقمار صناعية، محاولات طواقم الإطفاء السيطرة على الحرائق المتواصلة في غابات منطقتي إيتون باليساديس في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأميركية.


وتُظهر الصور طائرات الإطفاء ومركبات كثيرة بالمنطقة للتعامل مع الحرائق في باليساديس وماندفيل كانيون شمال سانتا مونيكا، وكذلك استمرار اشتعال النيران جنوب خزان إنسينو.


11 بالمئة فقط

واجتاحت 4 حرائق كبرى مقاطعة لوس أنجلوس منذ يوم الثلاثاء الماضي، فيما لا يزال حريق منطقة باليساديس هو الأكبر، ولم تنجح جهود الإطفاء سوى في احتواء 11بالمئة من مساحة النيران.

ووصلت حرائق الغابات في يومها السادس، إلى المنازل الواقعة في منطقة ماندفيل كانيون فيما لم يتم بعد السيطرة على النيران.


مقتل 16

وفي وقت سابق، أعلن مكتب الطب الشرعي في لوس أنجلوس ارتفاع حصيلة قتلى الحرائق المستمرة منذ أيام في مدينة لوس أنجلوس الأميركية ومحيطها إلى 16 شخصاً.

والتهمت الحرائق في لوس أنجلوس ومحيطها أكثر من 12 ألف مبنى، وتسببت بخسائر مادية جسيمة، في واحدٍ من أكثر الحرائق تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة.


نسب مختلفة

وبحسب الموقع الرسمي لدائرة الغابات والحماية من الحرائق في ولاية كاليفورنيا، فإن آخر مستجدات الحرائق كالآتي:

حريق باليساديس: احترق 23 ألفاً و654 فداناً، وتم احتواء 11بالمئة منه.

حريق إيتون: احترق 14 ألفاً و117 فداناً، وتم احتواء 15بالمئة منه.

حريق كينيث: حرق 10 آلاف و52 فداناً، وتم احتواء 80 بالمئة منه.

حريق هيرست: احترق 799 فداناً، وتم احتواء 76بالمئة منه.


وتسببت الحرائق المستعرة في جنوب كاليفورنيا في دمار واسع النطاق في منطقة لطالما كانت تدرك مدى تعرضها للكوارث الطبيعية.


180 ألف نازح

ومع احتراق أحياء مثل "باسيفيك باليسيدز" وغيرها من المناطق العالية المخاطر، فقد تم نزوح أكثر من 180 ألف شخص، وفقد 16 شخصاً حياتهم، وتعرضت أكثر من 57 منشأة لدمار كبير.

وذكرت صحيفة إيكونوميست، أن هذه الحرائق ليست مجرد مأساة إنسانية، بل أزمة اقتصادية عميقة تكشف هشاشة سوق التأمين في ولاية كاليفورنيا، وتثير القلق بشأن التكاليف المتصاعدة للكوارث المرتبطة بالمناخ.


الأكثر تكلفة

حتى العاشر من كانون الثاني الجاري، قُدرت الأضرار الاقتصادية الأولية المباشرة الناتجة عن هذه الحرائق بأكثر من 50 مليار دولار، مع توقع أن يغطي التأمين منها نحو 20 مليار دولار فقط، وفقاً لتقديرات "جي بي مورغان".

هذه الأرقام تجعل هذه الحرائق واحدة من أكثر الحرائق تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة، وقد تعرض حي "باسيفيك باليسيدز" الذي يبلغ متوسط أسعار المنازل فيه 4 ملايين دولار- للدمار الأكبر.

أما "حريق إيتون" في الشمال، فلا يزال يهدد المناطق الأقل ثراءً، وهو ما يُبرز الطبيعة المتنوعة والعشوائية لهذه الكارثة.


150 ملياراً

وأشار تقرير صادر عن شركة "أكيو ويذر" الأميركية لخدمات التنبؤ بالطقس إلى أن إجمالي الخسائر قد يتراوح بين 135 و150 مليار دولار، مما يعكس التأثير الكبير في منطقة تحتوي على بعض أغلى العقارات في الولايات المتحدة.

وتعدُّ هذه الحرائق أسوأ حرائق غابات في تاريخ لوس أنجلوس، وقال عنها الرئيس الأميركي جو بايدن: إنها "أكبر حرائق الغابات وأكثرها تدميراً في تاريخ كاليفورنيا"، مؤكداً أن "التغير المناخي حقيقة واقعة".

وعقد بايدن -الذي أعلن حالة كوارث كبرى في كاليفورنيا- اجتماعات مع كبار المسؤولين لبحث الاستجابة الفدرالية.

هجوم ترامب

وشنَّ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، أمس الأحد، هجوماً جديداً على المسؤولين في ولاية كاليفورنيا، في وقت يواصل فيه رجال الإطفاء مكافحة الحرائق المستعرة في لوس أنجلوس.

وكتب ترامب على شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشل"، أن "الحرائق لا تزال مشتعلة في لوس أنجلوس، والسياسيون غير الأكفاء ليس لديهم أي فكرة عن كيفية إخمادها".

وقال: "إنها واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخ بلادنا، إنهم لا يعجزون ببساطة عن إخماد الحرائق، ماذا جرى لهم؟"، مشيراً إلى أن "الموت في كل مكان".

وعلى الرغم من أنه من السابق لأوانه معرفة مصدر الحرائق، إلا أن انتقادات وجهت للسلطات على خلفية مدى استعدادها واستجابتها.

وفرغت خزانات مكافحة الحرائق في حي باسيفيك باليسايدس الراقي الذي طالته واحدة من خمسة حرائق غابات في المنطقة، كما عرقل نقص المياه الجهود في أماكن أخرى.

ورغم جهود آلاف عناصر الإطفاء لاحتواء النيران، اتسع حريق باسيفيك باليسايدس إلى شمال غرب لوس أنجلوس، وبات يهدد وادي سان فرناندو المكتظ بالسكان، فضلاً عن متحف غيتي وأعماله الفنية التي لا تقدر بثمن.