كتب: زيدان الربيعي
من النادر أن تجد فريقاً فتياً عمره لا يتجاوز (11) عاماً فقط، وهو يمتلك قاعدة جماهيرية واسعة جداً داخل وخارج العراق، وتتفوق قاعدته الجماهيرية تلك على فرق سبقته بالتأسيس وتحقيق الإنجازات وخوض المسابقات بعقود عدّة، لأنَّ المعروف عن الجماهير الرياضية أنها تبدأ من عمر الطفولة أو الشباب بالإعجاب بلاعب معين أو اثنين يلعبان مع المنتخبات الوطنية ويحققان النجاحات المتتالية، ويقدمان اللمحات الفنية الجميلة، وهذا الإعجاب يؤدي لاحقاً بإعجاب الجمهور نفسه بالفريق الذي يلعب هذان اللاعبان له، أو ربما أكثر، وبالتالي يصبح عاشقاً للفريق، ومشجعاً متحمساً له.
الحكاية التي أقصدها في هذه المقدمة، تتحدث عن فريق الزوراء الأول لكرة القدم، الذي بدأ يلعب في بطولة الدوري المحلي منذ موسم (1974 – 1975)، إذ يُعد الفريق امتداداً لفريقي السكك والنقل، لأنَّ أغلب لاعبي الفريقين المذكورين انضمّوا إلى الزوراء، وحققوا معه أفضل الإنجازات ومنها الفوز بلقب الدوري ثلاث مرات في العقد السبعيني من القرن الماضي، كما حققوا له الفوز بلقب بطولة الكأس لثلاث مرات حتى عام (1981)، الذي شهد بداية انفراط العقد الجميل لذلك الفريق الذي أسهم بتأسيس القاعدة الجماهيرية الكبيرة، التي تضاعفت الآن بشكل واضح للجميع.
إنَّ أغلب اللاعبين الذين مثلوا فريق الزوراء في العقد السبعيني كانوا يمثلون المنتخبات الوطنية المختلفة ومن أبرز هؤلاء جلال عبد الرحمن، كاظم خلف، عبد الكريم ناعم، كاظم ناصر، عليوي حسين بطوش، إبراهيم علي، المرحوم عبد الإله عبد الواحد، عادل خضير، عدنان درجال، سعد عبد الحميد، مناضل داود، صلاح مهدي، فتاح محمد، حساني علوان، المرحوم سعد جاسم، مهدي جاسم، حازم جسام “قائد الفريق” الذي حمل كأس الدوري ثلاث مرات، المرحوم علي كاظم، فلاح حسن، ثامر يوسف، المرحوم سامي بريبر، المرحوم طالب مطر وآخرون.
وسبق هؤلاء لاعبون آخرون كانوا مع فريقي السكك والنقل أمثال المرحوم أنور جسام، رسن بنيان، مقداد جرجيس، زياد عبد الحميد، المرحوم كاظم لعيبي، جبار كاطع، وغيرهم. لكن للأمانة التاريخية، إنَّ الأسماء التي ذكرناها جميعها خدمت فريق الزوراء، لأنَّ الفريق يلعب كرة قدم، وهذه اللعبة تعتمد على اللعب الجماعي، إلا أنَّ الثلاثي الكبير المؤلف من حازم جسام، فلاح حسن، علي كاظم ومعهم ثامر يوسف هو الذي أسهم بتأسيس القاعدة الجماهيرية الواسعة للفريق، لأنَّ هؤلاء ومن يقف خلفهم كانوا يقدمون أجمل الفنون الكروية، بينما الأهداف التي يقومون بتسجيلها، دائماً تدخل في قائمة الأهداف الجميلة ذات الحركات الرائعة المصحوبة بالمهارات المميزة، وقد كان لتواصل نجاح الثنائي علي كاظم وفلاح حسن مع المنتخبات الوطنية، قد أضاف إلى نجوميتهما الكبيرة رونقاً آخر، وهذا الأمر انعكس إيجاباً على جماهيريتهما، وكذلك جماهيرية فريق الزوراء، الذي بدأ يكتسب جماهير بعض الفرق الأخرى، بعد أن وجدت تلك الجماهير هدفها في تشجيعه.