الموصل: الصباح الرياضي
اقترح نجم الكرة الموصليَّة السابق حارس محمد على المدير الفني لمنتخبنا الوطني الحالي الاستعانة بمدربين إسبان متمرسين في العمل لمساعدته على مهمته الحالية في التأهل إلى المونديال المقبل (2026)، إلى جانب الاستماع إلى نصائح المستشارين المحليين، مؤكداً أن الإسباني كاساس محلل جيد لكنه يفتقد للخبرة الميدانية، عازياً أسباب خروج أسود الرافدين من بطولة خليجي (26) إلى عدم ثبات التشكيل واختلاف الثقافات بين اللاعب المحترف المغترب وزميله المحلي ومشكلات إدارية أخرى.
واستهلّ المستشار الرياضي في محافظة نينوى في مطلع حواره مع “الصباح الرياضي” بتحليل الأسباب الفنية والإدارية التي أدت إلى خروج منتخبنا الوطني من خليجي (26) خالي الوفاض لاسيما من دور المجموعات إلى جانب فقدان اللقب السابق بخسارتين أمام البحرين والسعودية والانتصار على اليمن بقوله: “أسباب الخسارة يمكن اختزالها بثلاث نقاط: الأولى عدم الثبات على تشكيل واحد منذ عامين مع استمرارية آلية التجريب والدعوات المفتوحة، ما انعكس سلباً على النتائج بخلاف نظيره البحريني الذي أحرز لقب خليجي (26) الأخيرة وبدا عليه التجانس والاستقرار كون هذه المجموعة من اللاعبين لعبت مع بعضها منذ العام (2019) مع المدرب السابق سوزا».
ويضيف أنَّ “النقطة الثانية في الإخفاق الأخير، قديمة ولكنها متجذرة وتتلخص في اختلاف الثقافات بين اللاعب المحترف المغترب في الخارج وزميله المحلي مع غياب وشائج العلاقات الاجتماعية العالية والروحية الإيجابية خارج وداخل الملعب”، مذكّراً الجميع “بمقترحه السابق الذي قدّمه إلى اتحاد الكرة في العام (2008) بضرورة تعيين طبيب رياضي نفسي في صفوف المنتخب الوطني لترسيخ العلاقات الإنسانية وجسر هوة التباين في العادات والتقاليد بين الجميع».
ويتوقف نجم منتخبنا السابق عند “المشكلة الثالثة المتمثلة بالأخطاء الإدارية للوفد المرافق لمنتخبنا خلال خليجي الكويت على غرار تواجد أعضاء الاتحاد بشكل مبالغ به في تدريبات المنتخب ما شكّل ضغوطات أخرى إلى جانب تواجد أشخاص خارج المنظومة الكروية أسهموا في التشويش على ذهنية اللاعبين وفقدانهم التركيز خلال المباريات”، مبيناً أنَّ “تصريحات النائب الثاني لرئيس الاتحاد يونس محمود قد شكّلت ضغوطات نفسية كبيرة على اللاعبين قبل مقابلة السعودية ما منح المنافس معنويات عالية مكنته من تقديم أفضل العروض وقد حفزته نفسياً».
وبشأن تقييمه الشخصي لإمكانات مدرب منتخبنا الوطني خيسوس كاساس يؤكد محمد بضرس قاطع أنَّ “كاساس من أفضل المحللين الفنيين ولكنه ليس من أفضل المدربين ولم يدرب في حياته وبقي يطور نفسه في مجاله المذكور ولا يمتلك الخبرات الميدانية المتراكمة في التمرين”، لافتاً إلى أنَّ “غياب مساعده السابق بابلو غرانديز المدرب الحالي مع فريق الميناء قد ظهر جلياً على قيادته للمباريات خلال التصفيات وكذلك بطولة الخليج الأخيرة».
ويقترح المستشار الفني السابق لأسود الرافدين إبان حقبة المدرب السابق حكيم شاكر، على كاساس أن يكون معه مدربون ميدانيون متمرسون من إسبانيا التي تعج بالأسماء المميزة في عالم المستديرة من أجل تحقيق حلم التأهل إلى مونديال (2026) المقبل، مؤكداً أنَّ “الاستعانة بالخبرات التراكمية والكفاءات لا تنتقص أبداً من شخصية أي مدرب بل تمنحه الثقة والقدرة على تحقيق النتائج الإيجابية».
ويستدرك بالقول: “في حال عدم تحقيق الفكرة الأولى فعلى اتحاد الكرة الاستعانة بخبرات المدربين العراقيين المحليين الذين سيقومون بإيصال رؤاهم الفنية بشأن المنتخب إلى رئيس الاتحاد عدنان درجال الذي بدوره سينقلها إلى كاساس الذي تربطه به علاقة صداقة واحترام متبادل».
محمد امتنع عن الإجابة “بشأن نقاط الضعف ونواقص منتخبنا مفضّلاً الحديث عنها حين الانتهاء من التصفيات المونديالية كي لا تؤثر في قرارات المدرب كاساس في المرحلة المقبلة”، مستدركاً أنَّ “خطوط الفريق الثلاثة توجد عليها العديد من المؤشرات الفنية والمشكلات التنظيمية أيضاً سيأتي الحديث عنها في المستقبل».
ويجد أنَّ “المخرجات الفنية للدوري العراقي ضعيفة جداً وتحتاج إلى العديد من السنوات من أجل تطوير اللعبة لاسيما أنَّ اللاعب المحلي بحاجة إلى مسابقة قوية لإظهار قدراته المهارية والفنية والتنافسية إلى جانب بناء وتوفير ملاعب التدريب للفئات العمرية سواء للمنتخبات والأندية».
وبشأن الملاحظات والنصائح التي تقدم بها شخصياً إلى أعضاء الاتحاد، تمنّى محمد أن يستفيد اتحاد اللعبة من الأفكار العلمية والموضوعية مع الأخذ بها من أجل تطوير واقع الكرة العراقية بكل محبة وامتنان، مبدياً أسفه الشديد “للانقسام الحاصل في المكتب التنفيذي لاتحاد الكرة الذي من شأنه أن ينعكس سلباً على واقع المنتخبات والكرة العراقية بحسب ما تنقله وسائل الإعلام وتلمّح إليه ضمناً».