تعلّم من الكلاسيكو

الرياضة 2025/01/15
...

د. عدنان لفتة



شاهد لاعبونا ومدرّبونا مباراة الكلاسيكو الأشهر في العالم بين ريال مدريد وبرشلونة في نهائي كأس السوبر الإسبانية المختوم بتتويج البارسا والسؤال ماذا استفادوا من هذه المباراة؟ 

للأسف الأغلب يتابعها كمشجع يناصر فريقه الفائز أو الخاسر ويحتفي بأهدافه ولمساته وكراته لكنه لا يسأل كيف تفوّق فريق شاب خاض أكثر من (35) دقيقة منقوصاً بعشرة لاعبين بينما خسرنا نحن أمام الأردن ولم نستطع الصمود بوقت أقل!! هل انتبه لاعبونا إلى ما فعله لاعبو برشلونة فور ذهاب حكم المباراة إلى الفار للتأكد من إعثار حارسهم لمهاجم الريال مبابي على مشارف منطقة الجزاء؟.. اجتمع اللاعبون في حلقة دائرية تحفيزية لينظموا أنفسهم ويشددوا على التفاني في الوقت المتبقي لعدم خسارة النتيجة التي اجتهدوا من أجلها، تعاهدوا على القتالية لكي لا ينكسروا، هل فعل أحد من لاعبينا ذلك خاصَّة أصحاب الخبرة الذين نفترض أنهم القادة في الفريق؟! 

هل تعلّم لاعبونا معنى فوز فريق أغلب عناصره من قصار القامة بمواجهة لاعبين بأطوال فارعة، إنها المهارة والثقة بالنفس وتمرير الكرات على الأرض وتدويرها، إنها الصلابة في مواجهة المنافسين وعدم الخشية منهم وليس في إرسال الكرات العشوائية الطويلة بلا جدوى!! 

هل عرف لاعبونا قيمة الإفادة من الوقت وعدم إهداره مهما كان؟، فمشهد ركض نجم برشلونة رافيينا لإخراج حقيبة طبيب الريال الذي استغرق وقتاً طويلاً في علاج قدم مبابي شاهد حي على قيمة استثمار الوقت والمحافظة عليه في وقت شاهدنا لاعبينا وهم يجرّون أنفسهم جرّاً متثاقلين في نقل الكرات ويضيعون الوقت مع أنهم يلعبون بخيار الفوز فقط أمام السعودية في خليجي (26) وتضييع الوقت يصبّ لصالح المنافس!! 

هل تعلّم لاعبونا التركيز على تفاصيل المباراة وعدم الانجرار وراء الاعتراضات والاحتجاجات غير المجدية على الطاقم التحكيمي؟ فتركيزنا يضعف مع مرور الدقائق لانشغالنا بصافرة الحكم أكثر من مسار الكرات!! 

المباريات الكبيرة دروس للفائدة والتطوير فردياً وفرقياً فتابعوها كي تتعلّموا منها وتعكسوها على أنفسكم بدلاً من مشاهدتها كمشجعين متعصبين لا تختلفون عن أي فرد آخر من عامّة الجمهور!