في اللغة العربية, أيام الدراسة, طالما دخنا “سبع دوخات” بـ “كان وأخواتها” و”إنَّ وأخواتها”. ومثل قصة يوسف “ولد ضاع ولكوه” فإنَّ كل مجد كانَ التي هي من الأفعال الناقصة “همزين مو ناقصة تربية!!” ترفع الأول ويسمى اسمها وتنصب الثاني ويسمى خبرها مثل “كان الصيف حاراً”. بينما المحروسة إنَّ فإنَّ مهمتها الوحيدة هي انها تنصب الأول وترفع الثاني كأنْ نقول “إن الشتاء باردٌ”. ولأغراض التلاعب باللغة لا بالفصول نستطيع وضع كان بمكان إنَّ من دون أنْ يزعل علينا سيبويه أو مصطفى جواد أو مهدي المخزومي رحمهم الله جميعاً أو بالعكس فنقول “إنَّ الصيف حار” وبإمكاننا وضع صفة أو نعت فنقول “ويصمط” باعتبار حتى جدنا السابع عشر مصموط “من الحر مو من المصموطة”. أو نقول “كان الشتاء بارداً” ونسكت لأنَّ الشتاء لدينا “يادول بارد” ومرات بالشافعات.
في السياسة لا يختلف الأمر كثيراً على صعيد كيفية التلاعب بالألفاظ والمفردات والجمل سواء بإخضاعها الى شتى أنواع الدراسات السيميائية والعلامياتية أو السميوليوجية أو إبقائها في حدود النحو والصرف والقواعد وما الى ذلك من أوصاف أو علاقات بين الحروف التي عددها 28 حرفاً والتي تنتج كلمات بعشرات الملايين وجملاً بليغة أو فطيرة, وأحياناً تبقى في حدود التلاعب بين الفعل الناقص “مثل أي حكومة في العالم تنقصها حقيبة التربية” أو الأحرف المشبهة بالفعل التي تقوم بدور الفعل بالوكالة.
وطالما وصلنا للوكالة فإنَّ دولتنا صار 16 عاماً تدار أكثر من 80 % من مؤسساتها بالوكالة. مع ذلك شعرنا قبل شهور بأمل مفاده أنَّ هناك حراكا حقيقيا بتخطي هذه العقبة. أي الانتقال من الفعل الناقص الى الفعل اللازم وربما المتعدي. ومن الأحرف المشبهة بالفعل الى الفعل نفسه دون “لوفات” مثل أحرف العلة أو الأسماء الخمسة أو الضمائر أو إكمال الكابينة. ولكي أدلل بالوقائع فإنه حين ينشر هذا المقال فإنه يفترض أن لايملك الزميل رئيس صفحة آراء بـ “الصباح” حق التوقيع على نشره.. لماذا لأنَّ الزميل أكيد رئيس قسم بالوكالة وقانون الموازنة يقول بعد 1/7/ 2019 وهو بالمناسبة يوم عيد ميلادي الفضائي لا تمشي تواقيع الوكالة.
ما أريد قوله إنَّ نشر مقالي بالصباح هذا اليوم من أيام شهر تموز مخالف لقانون الموازنة. لكن هناك من بشرني أن كل شيء في بلادي التي قال فيها وعنها شاعرها الخالد بدر شاكر السياب “الشمس أجمل في بلادي” أقول إنَّ كل شيء في بلادي قابل للحل “التلزيكي” والذي يتمثل بتعديل الفقرة والتمديد لكن هذه المرة ليس للوكالات فقط بل حتى لأخواتها وبنات عمها وجاراتها. لماذا حصل ذلك؟
التبرير جاهز دائما وهو ضغط الوقت. لماذا الوقت يضغط بينما مهمة الطبقة السياسية الالتزام بما ألزمت به نفسها دون أن يلزمها أحد. فلقد قالت سنصوت على الكابينة لكن الكابينة بقيت 8 شهور ناقصة. وقالت سننهي الوكالات حتى نهاية الشهر السادس وإذا بالوكالات تتمدد ومن يدري فقد تبقى.. أصالة بس مو نصري.