أوبك تفكر بمخاطر تحكم روسيا بالأسعار

اقتصادية 2019/07/03
...

 
جيليان أمبروز
ترجمة: خالد قاسم
 
قد يستمتع فلاديمير بوتين بمكانه على طاولة المفاوضات في فيينا لكن تغريه مكاسب ارتفاع الأسعار. وتلتقي منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” في العاصمة النمساوية تحت ذريعة مألوفة: التصرف كجهة تنظيمية لاستقرار سوق النفط. 
أما عمليا، فوزراء نفط أقوى دول العالم من حيث الانتاج سيعقدون اتفاقا لتقليص كمية النفط المتدفق الى السوق العالمية وتجنب انهيار بسعر الخام. ومن المتوقع أن يوسع الميثاق اتفاقا تاريخيا عقدته أوبك مع تحالف دول بقيادة روسيا من خارج المنظمة في أعقاب هبوط الأسعار الحاد.
اتفق التحالف الكبير، المعروف باسم أوبك+، على تقليل الانتاج اليومي بمقدار 1،2 مليون برميل لتعزيز الأسعار، ومع دعم السعودية والعراق والإمارات العربية المتحدة فمن المرجح القبول باستمرار قبضة قوية على انتاج النفط
 مجددا.
في الواقع أي تظاهر بأن سوق النفط ستنحني لإرادة أوبك قد تضاءل بالفعل الى مجرد أمل ضعيف بسبب الوضع الجيوسياسي المشتعل الذي يتعدى سيطرتها. وتنقسم المنظمة بعداوات اقليمية وتتعرض لتهديد قوة السوق الصاعدة للولايات المتحدة بفعل تصاعد انتاجها من النفط الصخري. وفي الوقت نفسه، يتناقص صبر روسيا مع سياسة ضبط النفس
 لأوبك.
تقول هيليما كروفت، خبيرة الستراتيجية النفطية لدى بي بي سي ومحللة سابقة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية، أن تمديد اتفاق الانتاج النفطي قد يكون الأمر الوحيد الذي تستطيع هذه الدول التوافق عليه حاليا.
استغرق الأمر أسابيع للاتفاق على موعد مؤتمر أوبك الـ176 وسط أزمة أمنية عميقة بسبب العقوبات على ايران، وهجمات استهدفت ناقلات وأنابيب نفطية تردد صداها عبر الشرق الأوسط. لكن القرارات التي ستحدد اتجاه أسعار النفط العالمية ستتخذ على مسافات بعيدة قبل بدء
 المحادثات.
يأتي اجتماع أوبك بعد أيام قليلة على قمة دول العشرين حيث يأمل زعماؤها خرق الطريق المسدود للحرب التجارية بين أميركا والصين وإزالة الخطر المحدق بالاقتصاد العالمي.
الاشارة التصالحية للرئيس دونالد ترامب ستمارس تأثيرا كبيرا على طلب النفط العالمي، أما عرض النفط فهو خاضع لقبضة الرئيس
 الأميركي.
أدت العقوبات الأميركية على ايران وفنزويلا الى استقطاع براميل من السوق العالمية تفوق تلك التي اتفقت عليها أوبك وشركاؤها. في الوقت نفسه، يحقق منتجو النفط الصخري الأميركي تقدما داخل السوق مع استمرار تقييد أوبك.
تقول وكالة الطاقة الدولية إن جهود أوبك للسيطرة على معروض النفط العالمي قوضها انتعاش انتاج النفط الأميركي. ويبلغ الطلب العالمي العام المقبل 29،3 مليون برميل من خام أوبك يوميا، أي أقل بمقدار 600 ألف برميل يوميا عن معدل انتاج المنظمة في آيار.
التهديد الموجه نحو حصة أوبك من السوق هو نتيجة غير مقصودة لقرار اتخذته المنظمة نفسها برفع الأسعار عبر خفض الانتاج النفطي، وترك هذا المجال مفتوحا أمام النفط الأميركي وجعل كثيرين في أوبك+ يتساءلون اذا كان قد حان الوقت لتغيير
 السياسة.
يعتقد محللون نفطيون أن روسيا خصوصا قد تستنتج أنها لن تكسب شيئا من ابقاء الكبح على انتاج النفط لسنة أخرى. ولن يستعجل الرئيس فلاديمير بوتين ليعطي ظهره لمقعد على رأس تحالف نفطي، لكن مع زيادة القلق من “النمو الاقتصادي الضعيف” الروسي فربما يقرر زيادة انتاجه للاستفادة من ارتفاع
 الأسعار.
قد يشكل ذلك نهاية أوبك+ ويترك دول المنظمة الأصلية بموقف أضعف من قبل.
 
صحيفة الغارديان