خالد جاسم
أذكر في العام (2016) كتبت مقالة في إحدى الصحف وكانت بعنوان (الوطني والأولمبي ومشتقاتهما) وتلقيت في حينه اتصالات هاتفية من بعض الإخوة في اتحاد الكرة وفي مقدمتهم السيد عبد الخالق مسعود رئيس الاتحاد آنذاك عبّروا خلالها عن التفاعل الكامل مع ما طرحته من ملاحظات تخص منتخبات الوطني والأولمبي والرديف عبر جردة حسابية موجزة لكل منتخب وفي ضوء ما عشناه من تجارب في الأمس القريب وما ينبغي العمل بشأنه في المدى المنظور وفقاً لاستحقاقات تلك المنتخبات، وقد أسَرَّ السيد مسعود عزم الاتحاد المشاركة بالمنتخب الرديف في منافسات خليجي (23) في حال تثبيت إقامتها في الكويت قبل نهاية عام (2016)، وذلك نتيجة انشغال المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم الحاسمة، وهو قرار أثنيت عليه كثيراً لاعتبارات عدّة، علماً أنَّ معظم المنتخبات الخليجية وتحديداً قطر والسعودية والإمارات كانت ستلجأ إلى الخيار نفسه عبر زجّ فرقها الأولمبية أو الشبابية نتيجة ارتباطها بالتصفيات القارية برغم أنها دأبت في الأعوام الأخيرة نحو هذا الخيار لحسابات صحيحة متعلقة بالبناء الصحيح لمنتخباتها الوطنية. وبعيداً عن الضرورة أو الاستثنائية التي كانت قد فرضت على اتحادنا الكروي الزجّ بالرديف في البطولة الخليجية التي لم يُكتب لها الالتئام والتي فقدت الكثير من لمعانها وأهميتها نتيجة التأجيلات المستمرة من جهة وضعف قناعة الاتحادات الخليجية نفسها بجدوى البطولة فنياً من جهة ثانية، فإنَّ التفكير وفق تلك الطريقة صار أمراً واجباً على اتحاد الكرة السير فيه لما تنطوي عليه الخطوة من فوائد متعددة، وتأتي في طليعتها تخفيف الزخم والضغط على المنتخب الوطني وتُفرّغه للتصفيات الحاسمة في وقتها، كما أنَّ الزجّ بالرديف كان سيأتي منسجماً مع مستوى البطولة الخليجية نفسها التي لا تستحق الكثير من الأهمية ولا سيما في ظل المواقف الخليجية المضادة لكل خطوة تسعى لها كرتنا لفك الحصار أو التمتع بمزايا تمنحها بعضاً من حقوقها المسلوبة دولياً وقارياً بمباركة وتأييد خليجي. وفي الوقت نفسه فإنَّ قرار المشاركة بالرديف كانت ستكون له انعكاسات مباشرة على مسألة توسيع قاعدة بناء المنتخبات وفسح المجال ومنح الفرصة للكثير من لاعبي فرق الدوري الذين لم يأخذوا ما يستحقون من فرص مع المنتخبين الوطني والأولمبي مع أنني أجدد ما قلته في مرات عدّة بشأن ضرورة الإبقاء على الأولمبي لما بعد التصفيات الآسيوية سواء تأهل منها أو لم يتأهل حتى لو تطلب الأمر تسمية هذا المنتخب بالرديف والعمل في الوقت نفسه على وضع مسارات لبناء منتخب أولمبي جديد تتم تسمية مدرب ثابت له لعقد يمتد لأربعة أعوام شريطة اختيار لاعبيه من منتخب الشباب الحالي بعد انتهاء مهمته القارية، وبذلك نضرب أكثر من عصفور بحجر واحد على صعيد ضمان حضور التدرج الصحيح في بناء منتخباتنا أولاً وعدم هدر ما تم بناؤه وبجهود وأموال على المنتخب الأولمبي الحالي عبر إيقاد شمعة عمر جديد له تحت مسمى المنتخب الرديف الذي تبقى بطارية اشتغاله قيد الشحن المستمر ثانياً وحتى نستثمر ما يبرز من مواهب وقدرات واعدة في دوري المحترفين وما يعنيه ذلك من تحفيز لكل اللاعبين ثالثاً ولتوسيع قاعدة المنتخبات الوطنية رابعاً خصوصا عندما تتزامن كل تلك المفردات مع إحياء دوري الفئات العمرية وما ينتج عنه من عناصر موهوبة وواعدة تستحق تمثيل منتخبات الأشبال والناشئين والشباب في سلسلة متكاملة من البناء العمري الصحيح .