كتب: زيدان الربيعي
كان لاعبو العاصمة بغداد يمثلون العمود الفقري للمنتخبات الوطنيّة في العقد الستيني من القرن الماضي، إلا أنَّ العقد السبعيني شهد حضوراً لافتاً للاعبي محافظة البصرة في المنتخبات الوطنية، وتعزز ذلك الحضور بتقديمهم مستويات رائعة جداً وشغلهم مراكز مهمة وثابتة في التشكيلة، برغم عدم وجود استقرار تدريبي في حينها، إذ كان مدربو المنتخبات الوطنية آنذاك أجانب من روسيا، يوغسلافيا، ألمانيا، إسكتلندا، فضلاً عن المدربين العراقيين أمثال الراحلين عادل بشير، ثامر محسن، واثق ناجي، عمو بابا وغيرهم.
أول من فرض نفسه على المنتخبات الوطنية من لاعبي محافظة البصرة، كان اللاعب الكبير عبد الرزاق أحمد، الذي كان يمتلك صفات كروية رائعة جداً، ومن ثم زميله المدافع الراحل صبيح عبد علي ومعه المدافع الكبير رحيم كريم، ومن بعدهم جاء علاء أحمد، لاعب الوسط المميز، ومن ثم المهاجم الماكر جليل حنون، الذي لم يحصل على الفرصة التي يستحقها نتيجة كثرة المهاجمين آنذاك.
وقبل ذلك كان مدربو المنتخبات الوطنية يوجهون الدعوة إلى اللاعب هادي أحمد، إلا أنهم يقومون بإعادته قبل السفر إلى البطولات الخارجية أو المعسكرات التدريبية، الأمر الذي أدخل الإحباط إلى نفسه، حتى أنه فكر بعدم تلبية أيّ دعوة تصل إليه في المستقبل لتمثيل المنتخبات الوطنية. إلا أنَّ المدرب الإسكتلندي داني ماكلنن الذي تسلّم مهمة تدريب المنتخب الوطني عام (1975)، وجّه الدعوة إلى هادي أحمد ومعه علاء أحمد، وكذلك عادل خضير “ابن البصرة” الذي كان يلعب مع فريق الجيش قبل التحاقه بفريق الزوراء، كما قام بتوجيه الدعوة إلى المدافع رحيم كريم، بينما بقي المهاجم جليل حنون يتواجد مع المنتخب في بطولة ويغيب عنه في أخرى.
واستطاع المايسترو هادي أحمد ومعه زميلاه علاء أحمد وعادل خضير شغل خط وسط المنتخبات العراقية منذ عام (1975 وحتى 1980)، وقد أدت العقوبة التي تعرّض لها علاء أحمد من قبل الاتحاد الدولي “فيفا” إلى حرمانه من اللعب محلياً ودولياً لمدة سنة واحدة إلى ختم مسيرته مع المنتخب العراقي، بينما بقي زميلاه هادي أحمد وعادل خضير مع المنتخب حتى عام (1982)، إذ طلب الأول من المدرب الراحل عمو بابا عدم توجيه الدعوة له بعد نهاية خليجي (6) في أبو ظبي عام (1982) بسبب تعلقه بولديه الصغيرين آنذاك، بينما أدى قرار أمني سياسي متعسف إلى إبعاد عادل خضير عن المنتخب بشكل نهائي بعد تلك البطولة مباشرة! ولا ننسى تواجد المهاجم الهداف علي عبد الزهرة “علي مرديكا” مع المنتخب العراقي في بطولة مرديكا في ماليزيا.
ومن خلال الأسماء التي ذكرناها أعلاه، نجد أنَّ ثمانية لاعبين من أبناء محافظة البصرة، قد مثلوا المنتخبات الوطنية للمدة الممتدة من عام (1970 وحتى 1982)، وهذا دليل على أنَّ ملاعب محافظة البصرة كانت زاخرة بالمواهب التي تبرز مع الفرق الشعبية، وتفرض نفسها على منتخب المحافظة الذي تمكّن من تحقيق الفوز على المنتخب الوطني في بغداد (5 – 1).