الانترنت.. فواتير باهظة وخدمة رديئة

الباب المفتوح 2025/01/22
...

 بغداد: فرح الخفاف 


اشتكى مواطنون من رداءة خدمة الإنترنت في مناطقهم، على الرغم من دفعهم مبالغ مالية كبيرة مقابلها. وقد توجهوا بمناشدات إلى "الباب المفتوح" مطالبين وزارة الاتصالات بالتدخل ومتابعة هذه القضية، خاصة في المناطق التي لم يتم فيها تركيب الكابل الضوئي بعد.

وأوضح مصطفى جمال، وهو أحد سكان منطقة الشعب، أنه يدفع شهريًا مبلغ 60 ألف دينار لصاحب برج قريب من منزله، لكن الخدمة التي يتلقاها متقطعة وغير مرضية. وأضاف: "في كل مرة أسأل عن سبب المشكلة، يُلقى اللوم على الشركة أو يُذكر أن الكابل البحري تعرض للقطع". وتابع قائلًا: "أعلم أن هذه المبررات غير صحيحة، لكنني مضطر لتقبلها لعدم وجود بدائل أخرى".

وعن سبب عدم اشتراكه في خدمات شركات الاتصالات التي توفر الإنترنت، أوضح جمال أن تكلفة الاشتراك الشهري مرتفعة، كما أن الخدمة محدودة بجهاز واحد فقط، مما يجعلها غير مناسبة لاستخدام العائلة بأكملها.

من جهتها، أشارت شيماء الآغا، وهي ساكنة في منطقة الداودي، إلى أنها لا تعرف أسباب الانقطاعات المتكررة في خدمة الإنترنت. وذكرت أنها تدفع شهريًا مبلغ 35 ألف دينار لصاحب البرج القريب من منزلها، لكن سرعة الإنترنت بطيئة، مما يضطرها في أغلب الأحيان إلى الاعتماد على خدمة الـ 4G.  وقالت: "لا أعرف من المسؤول عن هذه المشكلة، ولماذا لا تتم متابعة أداء أصحاب الأبراج".

هذه الشكاوى تعكس معاناة العديد من المواطنين الذين يعتمدون على خدمات الإنترنت المقدمة عبر الأبراج، في ظل غياب بدائل ذات جودة عالية وبأسعار معقولة.

ودعت وزيرة الاتصالات هيام الياسري العام الماضي، المواطنين إلى التحول لخدمة الألياف الضوئية للتخلص من ضعف خدمة الإنترنت المقدمة من أصحاب الأبراج، مبينة وجود شركتين في كل منطقة من المناطق المعلن عنها رسميًا، والمواطن مخير بالاشتراك مع أي منها.

إلا أن مواطنين شكوا أيضًا من خدمة الكابل الضوئي، إذ قال عمر العاني (يسكن منطقة الصليخ): إن "خدمة الإنترنت تتعرض لانقطاعات مستمرة، وعندما نتصل بالوكيل يتأخر في معالجة الأمر".

وأضاف "الشهر الماضي انتهى اشتراك الخدمة، وأبلغت الوكيل بتجديده، إلا أن ذلك تأخر لمدة ثلاثة أيام"، منوهًا بأن "سرعة الخدمة ليست بالمستوى المطلوب، او كما تشيع وتروج الشركات المقدمة لها".

ويقول الخبير في مجال الاتصالات والإنترنت أتيلا صلاح: إن "خدمة الكابل الضوئي أفضل من الواي فاي، وتتميز بالاستقرارية والسرعة".

وأضاف أن "ما يعيب ذلك، سوء الربط أو جودة الخدمة الممنوحة من المصدر الرئيس، وكثرة الأعطال".

وتابع أنه "رغم زيادة عدد المناطق المشمولة بالخدمة، إلا أنها تعد قليلة مقارنة بالتي لم تصلها"، داعيًا إلى "شمول جميع المناطق، وتحديد الأسعار وأن تكون مقبولة وباستطاعة المواطن البسيط الاشتراك بها".

ويقول رعد كاظم (يسكن الكريعات): إن "الخدمة سيئة وأكثر من مرة ناشدنا بضرورة متابعة عمل أصحاب الأبراج، وأنهم يقومون باستغلال المواطنين من دون جدوى".

وأضاف أن "منطقته تعاني من ضعف الاتصالات والإنترنت، ما دعا البعض إلى نصب أجهزة تقوي الإشارة، ومع ذلك ما زالت تعاني من ضعف كبير".

من جهته، بين علي الحسني (يسكن حي القاهرة) أن سوء الخدمة التي تقدمها شركات الكابل الضوئي أو أصحاب الأبراج اجبره لشراء جهاز واي فاي تابع لإحدى شركات الاتصالات، وهو جيد مقارنة بالخدمات التي تقدمها الشركات.

وقال: "اشتركت في خدمة الكابل، وأبلغوني بأن سرعته جيدة جداً، إلا أن الواقع وبعد نحو شهرين مختلف تمامًا، فهو كثير الانقطاعات ولا يوفر خدمة جيدة".