بغداد: كاظم لازم 

قبيل انطلاق فعاليات بغداد عاصمة السياحة العربية، لا بد أن نستذكر رائد الأغنية السياحية أحمد سلمان 1932- 2023 الذي اشغلته الأغنية السياحية كل حياته وراح يجوب الأماكن السياحية والاثارية والمصايف والمنتجعات ويتغنى بجمال العراق وربوعه من الشمال الى الجنوب.

وعلى الرغم من أن عددا كبيرا من المطربين والمطربات العراقيين والعرب غنوا لبغداد مثل الملحن صالح الكويتي الذي لحن أغنية " على شواطي دجلة مر" والتي غنتها سليمة مراد، كذلك صدحت حنجرة سيدة الغناء العربي ام كلثوم " بغداد يا قلعة الأسود "، وفريد الاطرش تغنى " على بغداد على بغداد " في اوبريت بساط الريح، والسيدة فيروز شدت "بغداد والشعراء وصور" اضافة الى عدد من مطربي العراق الذين تغنوا بحضارة بغداد وعمقها التاريخي امثال: محمد القبنجي، داود العاني الذي غنى "يازاير بلدنه شوف اثاره الجميلة"، ايضا المطربين حسين السعدي، جاسم الخياط، ومحمد رمزي 

وغيرهم.

رائد الاغنية السياحية احمد سلمان بدأ مشواره الفني منذ العام 1955 عندما غنى " يلا بينه للمصيف " لتتوالى بعد ذلك الاغاني السياحية الجميلة منها أغنية "العراق للعراقيين"، واغنية عن شارع المتنبي، وبرز في تلحين وغناء أغنية عن القمة العربية التي اقيمت في بغداد، آخر أغنية قدمها الراحل احمد سلمان كانت بعنوان " الكرادة الشرقية"، ليلحن ويغني خلال رحلته الفنية عشرات الاغاني الشعبية والسياحية من أبرز المطربات التي لحن لهن: مائدة نزهت، وأحلام 

وهبي. 

تمنى أن يكون لحن اغنية "مركب هوانه من البصرة جانه" الحان رضا علي من نصيبه. 

بعد مسيرة حافلة مع الاغنية السياحية، نتمنى ان تلتفت القنوات والاذاعات العراقية الى أغنياته بمناسبة اختيار بغداد عاصمة السياحة العربية، احمد سلمان الذي بلغ ال90 عاما شكا من الاهمال وعدم الاهتمام الاعلامي في سنواته الاخيرة.  

ومن المفارقات التي يذكرها سلمان عند مشاركته بدار الاوبرا المصرية، وكان يعمل بروفات  مع المطربتين مادة نزهت واحلام وهبي، استعدادا للصعود على المسرح، لاحظ حضور شخص لم يتعرف عليه بالبداية، بسبب الظلام الذي كان يلف المكان، ليكتشف بعد انتهاء التمارين، بأنه الملحن الكبير بليغ حمدي، الذي نزلت دموعه وهو يحتضن الفنان احمد سلمان، معربا عن اعجابه بالغناء

العراقي. 

الباحث الموسيقي حيدر شاكر قال عن رائد الاغنية السياحية "لقد كان صديقا مقربا، وقد شاركته في الكثير من الحفلات والجلسات الفنية، درس الموسيقى في لبنان وكانت له علاقة بالمطرب الكبير ناظم الغزالي لتكون أغانيه السياحية والتي وصلت الى 50 اغنية بصمة في ذاكرة الاجيال لن تتكرر فالواجب يدعوننا عبر احتفالات بغداد عاصمة السياحة العربية ان نستذكر هذا الصوت الذي حفر عميقا في 

الذاكرة".