علي حنون
نقرً جميعاً، أنَّ دوري المُحترفين العراقي أو ما يُطلق عليه دوري نجوم العراق، قد أتانا بتغيير إيجابي في بعض الجوانب، لاسيما في مفاصل التنظيم والنقل التلفزيوني وشكليات هي في مضمونها جزءٌ من إخراج دوري المُحترفين، لكننا لم نقف طيلة النسختين السابقة والحالية، اللتين نعيش محطات مُتقدمة فيهما، على أي تطور في جوانب أخرى عدّة تتعلق بالمستوى الفني ونوعية التعاقدات ولا في الأمور التي لها صلة بالموضوعة المالية وهذا الشيء يجعلنا نقر أنَّ الغلاف هو الذي تغيّر ولم نشهد تطوراً في المضمون، وهذه حال تدفعنا للإيمان بأنَّ الكرة العراقية تبقى بحاجة إلى المزيد من العمل المهني لتصحيح المسار، وهو ما ينسحب على الأندية، التي يبدو أنها لن تقوى في هذه النسخة على الأقل ولعديد الأسباب على الظهور بالصورة، التي تُعينها في إيجاد حيز أفضل لها في مُؤشر جودة العمل، الذي كنا نمنّي النفس به بعد ارتداء المُسابقة جلباب الاحتراف.
ولعلنا نتفق أنَّ المستوى، الذي ظهرت عليه فرق الأندية كُلها لم يرتق إلى المنصة، التي كنا نتوقع أن تبلغها أغلب فرقنا بل أنَّ التذبذب في الأداء والنتائج رافق حتى الفرق التي تجمعها دائرة الجماهيرية، وبالنتيجة فإنَّ الأداء السيئ منح مدرب منتخبنا الوطني الإسباني خيسوس كاساس دافعاً كبيراً للابتعاد عن اختيار عديد اللاعبين المحليين، الذين سبق وضمتهم القائمة الوطنية بعدما تيقن من خلال متابعته لمنافسات الدوري أنهم لم يبلغوا درجة الجودة في العطاء والتي تُؤهلهم للانضمام إلى المنتخب في التصفيات الحاسمة المُؤهلة لمونديال (2026)، وكذا الأمر في ما يتعلق بالجانب المالي، الذي كبّل أغلب الأندية المُشاركة بقيود العوز وكشف عن ضعف قدرتها وتعاطيها مع هذا الملف، الذي يُعدّ العمود الفقري للاحتراف.
ولاشك أنَّ المآخذ، التي رُصدت في ضفتي المستوى الفني والرؤية المالية تنسحب كذلك على نوعية الوجوه المُحترفة، التي تعاقدت أندية الدوري معها، إذ إنَّ أفضلها لا يرتقي بإمكاناته إلى المنزلة، التي تحتاج إليها المسابقة والتي يُمكن أن تُشكل فارقاً فنياً بحضورها، إذ شاهدنا أنَّ المحترفين في الدوري هم نتاج اختيار سلبي وغير موفق وبالتالي فإنه لا يُمكن القول بأنَّ خيارات أنديتنا لمحترفيها جاءت مُوفقة وهي صفحة تطويها المستويات الهزيلة لهم وفشلهم في إثبات جدارتهم طيلة محطات المُسابقة.. عموماً إنَّ خوضنا في هذا الموضوع لا يعني التقليل من كل الخطوات، التي اتُخذت في هذا الملف لأنَّ بعضها وكما أسلفنا بانت إيجابياتها وهناك عديد البراهين على التوفيق، الذي رافق بعض فواصل العطاء.
وحديثنا في هذه المساحة، يأتي بالمُجمل ويتعلق بالخطوات كلها، ومع ما جئنا عليه، فإنَّ التفاؤل يحدونا لأن يحمل لنا القادم الشيء الأفضل وأن تأتي الإيجابيات أكثر مع توالي النسخ، لأننا نُؤمن أنَّ النجاح يبدأ بخطوة وهذه فعلناها وأقدمنا عليها فحصدنا التسمية والتنظيم والنقل وشيئاً من التسويق، ولعلنا في الغد نقفز على بقية الحواجز ونُصيب المُراد برؤية مسابقة يُشار لها من جميع الجوانب وتكون ركيزة في خلق بيئة فنية تمنح مواهبنا الكروية الفسحة المطلوبة للارتقاء بالأداء مع النجاح والفلاح في الجوانب الأخرى.