كتب: زيدان الربيعي
تميز فريق الشرطة الأول بكرة القدم عن الفرق الأخرى برفد المنتخبات الوطنية بحراس المرمى الأفذاذ الذين دافعوا ببسالة كبيرة عن عرين «أسود الرافدين» في مختلف البطولات العربية والآسيوية والدولية.
يبدو أنَّ هذا التميز أصبح أشبه بـ”الوراثة”، لأنَّ من يتأثر بأحد حراس المرمى الأفذاذ لفريق الشرطة، يسعى إلى أن يكون امتداداً لهم، وبالتالي، فإنَّ أغلب حراس مرمى المنتخبات الوطنية قد تخرجوا في صفوف مدرسة فريق الشرطة الكروي.
ولو أردنا الحديث بالأسماء، فإنَّ القائمة ستكون طويلة، وهي بكل تأكيد تدعو للفخر والاعتزاز، والبداية تنطلق من الحارس الكبير لطيف شندل، الذي استطاع التواجد مع عمالقة حراس المرمى في العراق خلال العقد الستيني من القرن الماضي وهم كل من الراحلين أنور مراد، محمد ثامر، حامد فوزي، ومن بعده جاء الحارس الأسطورة الراحل ستار خلف، الذي يعد حتى الآن وبحسب تأكيدات الكثير من زملائه ومنافسيه، أفضل حارس مرمى شهدته الكرة العراقية، إلا أنه تعرض إلى الاضطهاد والتعسف من قبل بعض القائمين على الكرة العراقية آنذاك، ليبتعد عن الملاعب، ثم تضيّعه مصاعب الحياة، حتى غادرها بصمت.
ومن بعدهم برز الحارس الكبير رعد حمودي، الذي دافع عن عرين المنتخبات العراقية لمدة زادت على (12) عاماً حقق خلالها الكثير من الألقاب والبطولات الكبيرة، كما قاد فريقه “الشرطة” للفوز بلقب الدوري في موسم (1979 – 1980)، ولا يمكن المرور مرور الكرام على زميل رعد حمودي، الحارس قاسم محمد “أبو حديد”، الذي لم يحصل على فرصته في اللعب بسبب استقرار مستوى رعد حمودي الفني، إلا أنه تمكن من التعويض، عندما تم اختياره مدرّباً لحراس مرمى المنتخب الوطني المشارك في مونديال المكسيك عام (1986)، واستمر بعد ذلك في مهمته لمدة غير قصيرة، ثم واصل عمله كمدرب محترف لحراس المرمى في ملاعب الإمارات.
ومن ثم جاء الحارس وصفي جبار، الذي مثل المنتخب الوطني لمدة قصيرة، ولم تنقطع إمدادات فريق الشرطة للمنتخبات الوطنية، إذ برز الحارس عماد هاشم، الذي دافع عن ألوان المنتخب الوطني لسنوات عدة، ورافقه زميله في فريق الشرطة الحارس الاستثنائي إبراهيم سالم، الذي كان بإمكانه أن يستمر في الدفاع عن ألوان المنتخب الوطني لمدة أطول، إلا أنه جاء في وقت لم يشهد أي استقرار لا في المدربين، ولا حتى في تشكيلة المنتخبات الوطنية. تواصل فريق الشرطة بتزويد المنتخبات الوطنية بحراس المرمى الكبار، فقد مثله الحارسان الكبيران نور صبري ومحمد كاصد في بعض المواسم، ومن ثم جاء الحارس المميز أحمد باسل، ليحافظ على “إرث” فريق الشرطة في رفد المنتخبات الوطنية بحراس المرمى الكبار.
وللأمانة، فإنَّ هناك بعض حراس المرمى الجيدين الذين مثلوا الشرطة ولم تسنح لهم الفرصة لتمثيل المنتخبات الوطنية ومن أبرز هؤلاء إياد خضير “ساسوكي».