أرامل قيد الترقين !!

اسرة ومجتمع 2019/07/05
...

عالية طالب
تسلم بريدي كثير رسائل من ارامل يعانين الامرين في بلد تدفع المرأة فيه حصة مضاعفة لنتائج ومؤثرات واقع مأزوم بتجدد لا ينتهي.. نساء يروين حكايات يقف العقل امامها عاجزا عن الوصول الى حلول قادرة على تحسين حياتهن بضمانات قانونية وتشريعية وحكومية واجتماعية. 
قصة المرأة هي ايجاز لقصة عراق أُبتلي بالحروب لعقود عديدة وما زال الافق متخما بنذير شبح موت يرفرف فوق ارواح لا تعرف اين سينتهي بها 
الحال.
مؤتمرات وندوات وورش عمل لمنظمات دولية ومحلية تبحث في هذا الجانب وتقدم مقترحات وحلولا ثم ينتهي الامر بانتهاء اعمال انشطتها ليستقر الملف ونتائجه فوق رفوف 
مهملة. 
تشير احصاءات المنظمات العالمية الى أنه يوجد ما لا يقل عن 245 مليون أرملة في جميع أنحاء العالم يعيش ما يقرب من نصفهن في فقر مدقع ووفقا لآخر احصائية فإن أكبر عدد من الأرامل يوجد في الصين بحوالي 43 مليون أرملة، تليها الهند 42 مليون أرملة، الولايات المتحدة الأميركية بـ15 مليون أرملة، إندونيسيا 9 ملايين، اليابان 5.7 ملايين، روسيا 7 ملايين، البرازيل 5.6 ملايين، ألمانيا 5 ملايين أرملة. وبنغلاديش وفيتنام بحوالي 7.4 ملايين أرملة لكل 
منهما.
أما تقارير العراق الرسمية  فتقول: إن أكثر من 150 امرأة تترمل يوميا سواء بالمواجهات العسكرية أو النزاعات العشائرية أو حوادث الجريمة والحوادث العادية، وبحسب نتائج مسح الأمن الغذائي الذي نفذه الجهاز المركزي العراقي للإحصاء خلال عام 2016، فإن عدد الأرامل والمطلقات في العراق بلغ مليوناً و938 ألف أرملة ومطلقة. 
فاذا اضفنا اليها ثلاث سنوات بحسب المعدل اليومي فسيكون الرقم قد تجاوز المليونين مع منتصف عام 2019، وان كان هناك من سيتصدى لهذه الارقام ويرفضها فإن عليه ان يقوم بزيارة الى مكاتب الرعاية الاجتماعية التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، حيث طوابير النساء الساعيات للتسجيل في شبكة الرعاية 
الاجتماعية.
الواقع الاقسى ان اعمار اغلب الارامل يتراوح ما بين 15- 25 بعد شهور قليلة من زواج  سيجعلها أما ليتيم أو أما لاطفال صغار  يعيشون مع عائلة الزوج المتوفى واغلبهم عوائل فقيرة لا تكاد تؤمن قوت يومها مما يضطرهم للاستعانة بهؤلاء الاطفال ليعملوا بمهن قاسية وصعبة بعد ان يتركوا مدارسهم ويكونوا عرضة لكل اشكال العنف والابتزاز والاستغلال .. كل هذا يجري في ظل غياب الدور الحكومي والمؤسساتي الرسمي لرعاية الارامل والايتام وتأمين ما يكفل لهم حفظ حياة كريمة وآمنة ومستقرة.