محمد حمدي
أثمرت قمة مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب عن اختيار بغداد عاصمةً للثقافة الرياضية العربية لعام (2025)، مما يمنحها فرصة كبيرة لاستضافة واستقطاب استحقاقات رياضية متنوعة، هذا الاختيار يعكس حجم الاستقرار والتطور الذي شهدته البلاد، خاصة في السنوات الأخيرة، وقد أكدته أعلى مستويات القيادة الرياضية في العالم العربي.
إلا أنَّ نجاح هذا الاختيار لا يقتصر على جهة بعينها، بل يتطلب تكاتف جميع المؤسسات الرياضية للعمل معاً على إنجاح الفكرة عبر التثقيف الرياضي الواسع، فالمسؤولية لا تقع فقط على وزارة الشباب والرياضة، بل تمتد إلى مختلف القطاعات لضمان تحقيق الأهداف المنشودة.
وزير الشباب أحمد المبرقع شدّد في أكثر من مناسبة على أهمية هذه المبادرة، مسلطاً الضوء على الدور المحوري للإعلام، إلى جانب المؤسسات الرياضية والتعليمية، ومن هذا المنطلق، لابد من إعطاء الرياضة المدرسية اهتماماً خاصاً، وتشجيع الفتيان والفتيات على ممارسة الألعاب الرياضية الفردية والجماعية، دون قيود تحدّ من إبراز مواهبهن وقدراتهن، ولو على مستوى المدارس في المرحلة الأولى.
إضافةً إلى ذلك، يجب تعزيز التوعية برياضة ذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب الهمم (البارالمبية)، التي حققت إنجازات كبيرة رغم قلة الاهتمام الجماهيري بأبطالها، كما تشمل أولويات المرحلة المقبلة ملفات حيوية، مثل ثقافة الجماهير الرياضية، تطوير مدارس الموهبة الرياضية، ومكافحة المنشطات، وهي قضايا جوهرية تستحق العمل الجاد.
إنَّ اختيار بغداد عاصمةً للثقافة الرياضية العربية ليس مجرد امتياز شرفي، بل مسؤولية وطنية تمتد إلى مختلف أرجاء العراق، وتتطلب استثمار الكوادر التدريبية والتدريسية في ترجمة هذا الشعار إلى واقع ملموس.
ثقتنا كبيرة في القائمين على هذا المشروع، خاصة أنَّ مجلس وزراء الشباب العرب وضع نصب عينيه إقامة فعاليات تمتد على مدار عام كامل، بحيث تكون برامج شاملة وهادفة، وليست مجرد احتفالات موسمية ترفع فيها الشعارات دون تأثير فعلي، المطلوب اليوم هو دخول ميدان العمل الجاد، ليكون هذا اللقب منارة حقيقية تشع من بغداد إلى العالم العربي بأسره.