باريس: أ ف ب
عندما غادر نيمار البرازيل وهو في الحادية والعشرين من العمر عام (2013) متجهاً إلى برشلونة، بدأ رحلته ليصبح أحد ألمع لاعبي كرة القدم، وكان يبدو أنه مقدر له أن يذكر كأعظم لاعب في تاريخ بلاده منذ الراحل بيليه.
وبعد (12) عاماً، عاد إلى ناديه الأول سانتوس. نيمار، النجم الذي يمتلك ثروة طائلة، لكنّ اللاعب الذي يمتلك جسداً هشّا تأثر بشكل كبير بالإصابات.
كان نيمار أحد أفضل اللاعبين في العالم عندما كان في قمة مستواه. مهاجم يمتلك مهارات مذهلة “يفهم كرة القدم كفنّ”، كما قال مدربه السابق في برشلونة الإسباني لويس إنريكي.
والحقيقة هي أنه لم يتمكن من تقديم كل إمكانياته. حلم بالفوز بالكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم، لكنه وجد نفسه دائماً في ظل آخرين بالمستوى عينه، مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي أو الفرنسي كيليان مبابي.
بعد توقيعه عقداً لستة أشهر، من المتوقع أن يكون ظهوره الأول الجديد، الثاني في مسيرته مع سانتوس، في عيد ميلاده الـ(33)، بمواجهة بوتافوغو في بطولة ولاية ساو باولو.
يبدو أنَّ نيمار ترك تأثيراً سريعاً، إذ فاز فريقه على ساو باولو (3 – 1) في المباراة التي قدّمه فيها ناديه إلى الجمهور في ملعبه.
قال مهاجم الفريق غييرمي الذي سجل هدفين ونال إشادة من نجم منتخب بلاده: “لقد لعب دوراً كبيراً بهذا الانتصار».
وأضاف، “نقل الكثير من الطاقة الإيجابية. أنا ممتن. هذا ليس مدحاً من أي شخص، إنه نموذج يحتذى به لي، لأطفالي وللأمة».
نيمار، هو اللاعب الأعظم في سانتوس من بعد بيليه. تجاوز “الملك” في ترتيب الهدافين التاريخيين للمنتخب البرازيلي في أيلول (2023).
جسد ضعيف ومشاعر هشة
لكن على عكس بيليه، لم يفز نيمار بكأس العالم ثلاث مرات، بل انتهت مشاركاته الثلاث في المونديال بخيبة أمل ودموع.
في كل مرة، كان يحمل آمال الأمة البرازيلية على عاتقه، لكنّ البطولة كانت تفضح جسده الضعيف ومشاعره الهشة.
في (2014)، حين استضافت بلاده المونديال، تعرّض للإصابة أمام كولومبيا في ربع النهائي، وحُمل على نقالة وهو يعاني كسراً في ظهره.
تعافى من بعدها وشارك في مونديال روسيا (2018)، لكنّ البرازيل ودّعت على يد بلجيكا في ربع النهائي أيضاً.
وفي مشاركته الثالثة في قطر (2022)، كان يعاني إصابة في الكاحل في أول مباراة، لكنّه عاد ليُسجل هدفاً رائعاً أمام كرواتيا في ربع النهائي. هدفٌ لم يشفع لمنتخب بلاده للبقاء، فودّع بركلات الترجيح.
تمثّل البطولة التي تستضيفها الولايات المتحدة الأميركية، كندا والمكسيك الفرصة الأخيرة لنيمار للتتويج بلقب العرس العالمي.
قال: “الآن، يجب أن ألعب مجدداً. ووحده ناد مثل سانتوس يمكنه أن يوفر لي الحب الذي أحتاج إليه للاستعداد لأيّ تحديات في السنوات المقبلة».
قضى نيمار (18) شهراً في السعودية بعد انتقاله إلى الهلال في آب (2023) في صفقة بلغت قيمتها (100) مليون يورو سنوياً.
لعب خمس مباريات مع ناديه الجديد قبل أن يتعرض لإصابة خطيرة في الركبة أثناء لعبه مع البرازيل.
وبعد عام من الغياب، عاد في تشرين الأول الماضي ولعب مباراتين أخريين قبل أن يُصاب بتمزق في عضلة الفخذ.
وصول بالمروحية
يعود نيمار الآن إلى سانتوس حيث كان لاعباً شاباً وكل العيون عليه. لم تكن تلك الفترة هي القمة بالنسبة له، إذ انتقل إلى برشلونة وحقق ألقاب دوري أبطال أوروبا، الدوري الإسباني وكأس الملك في (2015). احتلّ المركز الثالث في ترتيب جائزة الكرة الذهبية في ذلك العام، خلف ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو.
وكان انتقاله بمبلغ قياسي بلغ (222) مليون يورو إلى باريس سان جرمان الفرنسي في (2017)، من المفترض أن يكون فرصته للهروب من ظل ميسي.
سجّل نيمار (118) هدفاً في (173) مباراة مع الفريق الباريسي، لكنه غاب عن الكثير من المباريات بسبب إصاباته المتكررة.
أصبح مبابي الذي انتقل أيضاً في (2017)، النجم الأكبر في باريس. قال موريسي راماليو، مدرب نيمار في سانتوس خلال فترته الأولى: “بالنسبة لي، كان في أفضل حالاته في سانتوس، وفي برشلونة أيضاً. ولكن في بي أس جي لم يكن كذلك، رغم أنه سجل أهدافاً». وصل نيمار إلى تدريبات سانتوس باستخدام المروحية، في دخول شبيه بدخول النجوم، استعداداً لعودته إلى حيث بدأ كل شيء.لا يزال لديه الكثير ليقدمه، ولكن كل ذلك يعتمد على ما إذا كان سيظل في صحة جيدة أم لا.