تباين الدعم المالي يُهدّد استقرار دوري النخبة لكرة اليد

الرياضة 2025/02/18
...

الحلة: محمد عجيل


يُشكّل التفاوت الكبير في الدعم المالي بين الأندية المشاركة في دوري النخبة لكرة اليد أزمة متفاقمة تهدد استقراره، إذ تواجه الأندية الأهلية صعوبات مالية تدفعها في كثير من الأحيان إلى الانسحاب من المنافسات، في الكفة الأخرى ورغم جهود الاتحاد العراقي لكرة اليد في تنظيم البطولات المختلفة ضمن مشروعه التطويري، فإنَّ غياب التمويل الكافي وقف عائقاً أمام تحقيق أهدافه في إحياء اللعبة، على الرغم من سعيه الجاد لاعتماده على نماذج عربية وعالمية ناجحة منذ أكثر من عقدين.


الناصرية أول المنسحبين 

أول الأندية التي لوّحت بالانسحاب كان نادي الناصرية الذي أعلن تعليق مشاركته في البطولة بحسب مدرب الفريق وسام ذياب الذي يرى أنَّ «ناديه خاض (13) مباراة بتمويل شخصي منه ومنح متواضعة للاعبين، بينما اقتصر دعم إدارة النادي على تمويل السفر فقط، ما دفعهم إلى اتخاذ قرار الانسحاب».

ويجد أنَّ “الأندية المؤسساتية، على غرار الجيش والشرطة والكرخ ونفط البصرة وبلدية البصرة والحشد، تمتلك تفوقاً مالياً يمنحها الدافع للمنافسة والاستمرار، بينما تعاني الأندية الأهلية، مثل كربلاء والقاسم والناصرية وديالى والسليمانية والفتوة والكوفة والمسيب وذي قار، من ضعف الموارد».


المسيب واجه أزمة مماثلة

من جانبه، يؤكد المدير التنفيذي لنادي المسيب رضا مهدي أنَّ «الأندية الأهلية غير قادرة على تحمل نفقات المشاركة، والتي تبقى حكراً على الأندية المؤسساتية»، مضيفاً أنَّ «إدارته اضطرت إلى التخلي عن فكرة التعاقد مع لاعبين محترفين من مصر وسوريا بسبب العجز المالي، وقد يجد نفسه مجبراً على الانسحاب إذا استمرت الأوضاع كما هي، رغم الدعم المحدود الذي يقدمه محافظ بابل عدنان الفيحان»، مشدداً على أنَّ «كرة اليد تعاني من قلة الاهتمام الجماهيري، حيث تبقى كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في العراق».


جهود حثيثة لاتحاد اللعبة 

بدوره، يكشف رئيس الاتحاد العراقي لكرة اليد، أحمد رياض، لملحق «الصباح الرياضي» عن «خطط لتصنيف الدوري ابتداء من الموسم المقبل إلى فئتين: دوري النخبة (A) ويضم الأندية الثمانية التي تمتلك إمكانات مالية قوية، وعلى رأسها أندية المؤسسات، إضافة إلى نادي ديالى، الذي يحصل على دعم استثنائي، ودوري النخبة (B) ويضم الأندية التي تعاني مشكلات مالية وصعوبات في المشاركة».

ويلفت إلى أنَّ “الاختيارات الأساسية للاعبي المنتخب الوطني ستركز على أندية الفئة الأولى، مع منح الفرصة للأندية الأخرى لإثبات جدارتها”، معترفاً أنَّ “هذه الخطوة قد توفر حلاً مؤقتاً، إلا أنها لا تعالج الجذور الحقيقية للأزمة، مما يستدعي حلولاً أكثر استدامة لدعم الأندية الأهلية وضمان استمرار المنافسة في الدوري».

ويشير في ختام حديثه إلى أنَّ “دوري كرة اليد في الأساس يسعى إلى تطوير المنتخب الوطني وتحقيق نتائج مشرفة على الصعيدين العربي والدولي، لاسيما أنَّ يد العراق كان قريباً من التأهل إلى بطولة العالم الأخيرة».