الخطر على أمن العالم يطرح مرة أخرى ضرورة مراجعة الأوضاع في العراق والخروج بحصيلة مثالية على طريق الاستجابة للتحديات التي تمثلها العصابات الإجرامية كالدواعش وبقية المجاميع الإرهابية التي عرفها تاريخ العالم اليوم، فالعراق الذي نهض وتجاوز اكبر التحديات الأمنية، وأكثرها خطورة عليه وعلى المنطقة العربية التي تعد الأبرز في محاور السياسة والاقتصاد الدوليين، وبقية دول
العالم، بل إن العراق فتح الطريق أمام العديد من دول العالم لإصلاح أوضاعها الأمنية، وعالج بشكل شامل وبخطط مدروسة المشاريع العدوانية للمنظمات الإرهابية ومناهجها التكفيرية، وخلص أراضيه من آفة القتل والترهيب التي زحفت إليه من مختلف بقاع الأرض، وهذا هو جوهر القضية التي حركت ضمير العالم، وجعلت من أهل العراق محط إعجاب وتقدير ولفتت أنظار أصحاب الشأن بالأمن الدولي، وبنظرة منصفة، حيث كان للعراق بالغ الأثر في تحفيز كثير من الحكومات التواقة للعيش بأمن وسلام، وهذا ما لفت إليه مجلس الأمن الدولي المنبثق من الأمم المتحدة ذو المسؤولية الأساسية عن السلم والأمن العالميين، الذي اخذ يضطلع بأدوار تكميلية مهمة ومحورية جنباً إلى جنب مع الحكومة العراقية، ومكاتب الجهات الدولية وهيئاتها الأممية الأخرى، في البلاد وخارجها، حيث توج ذلك بزيارة خاصة لأعضاء مجلس الأمن الدولي العاصمة بغداد، لتأكيد دعمهم لجهود العراق في الاستقرار وإعادة الإعمار، وتأكيدهم على أنَّ العراق بشعبه وقادته إنما ينتهج رؤية متوازنة في تعزيز مكانته الدولية وتفعيل قوة وحدته الوطنية، بما تحمل من دلالات واضحة للدور المؤثر والفعال لمكانته العسكرية بين القوى العالمية، فضلا عن زيادة نشاطاته الدبلوماسية وتعزيز أطر وامتدادات علاقاته
الدولية.
لقد أدرك العالم أنَّ العراق ومستقبله الديمقراطي وامن مجتمعه لم يكن رهينة لتقلبات العلاقات الدولية وسياسة المحاور الدولية التي غابت عنها رؤية مستقبلية شاملة وضعف تقدير بداية الأمر، في ما يخص النظرة إلى ما حدث في العراق من تدهور امني منذ التغيير السياسي عام 2003.
لقد كانت بعض الرؤى الخاصة بالقوى الدولية تتأرجح فبعضها كان ينظر إلى ما جرى في العراق على أنَّه شأن داخلي، وبعد أنْ أزاح العراقيون الستار عن أهداف ونوايا المنظمات والمجاميع الإرهابية التي تقاتل أبناء العراق على أرضه، وفضح زيف ادعاءاتها وارتباطاتها بقوى الشر والطغيان العالمي، أعاد إلى الواجهة الأهداف من نشأة من الأمم المتحدة بعد دمار البشرية الذي خلفته الحرب العالمية الثانية، كما أعاد إلى الأذهان أهمية حفظ الأمن الدولي، وضرورة صنع السلام وحفظ الاستقرار ومن خلال مجلس الأمن هو جهاز الأمم المتحدة المسؤول الأساس عن الأمن في جميع ربوع العالم، ليقوم بأدوار تكميليَّة مهمة ومحوريَّة جنباً إلى جنب مع الشعوب التي تناضل من أجل تحقيق ركائز العيش الكريم في بلدانها والتي يقف العراق في
مقدمتها.
ومن جانب آخر هدفت تلك الزيارة إلى مساعدة العراق باعتباره أنموذجاً للبلدان الخارجة بنصر من الصراع مع قوى الشر ومنع احتمال عودة المجاميع الإرهابية من جديد عن طريق وضع أسس الدعم وتقديم المشورة الشاملة والإرشادات المتعلقة بإعادة الإعمار، وبما يتعلق بتنسيق الجهود التي تبذلها المنظمة الدولية في مساعدة الحكومة العراقية في مضمار السلم المجتمعي، فضلاً عن تقدير مجلس الأمن الدولي لدور العراق المعهود لاستقرار المنطقة والتطور الإيجابي في مواقف العراق الخارجية على مختلف المستويات، واحترام الأمم المتحدة لاستمرار تنفيذ برامج المساعدات
الإنسانية في العراق، ودعـم حكومته في أداء مهامها لتعزيز فرص الاستقرار والازدهار الذي ينشده المجتمع الدولي لكل
البلدان.