البطاطا.. ناتج قومي للاقتصاد الهولندي

منصة 2025/04/15
...

 أمستردام: آمنة عبد النبي 


لا تكتمل زيارتك لامستردام دون تذوق البطاطا المقلية او المُطعمة بالشكولاته على هيئة أصابع طريّة لذيذة، طوابير طويلة من سكانها المتلهفين والسُيّاح على شراء لفافات البطاطس الحارّة التي تُباع بعشرات النكهات، تاريخ طويل مؤرشف لنشأتها يزيد عن المئة والخمسين عاماً حيث دخلت البطاطا الى مملكة الأراضي المنخفضة، وأصبحت هويّة غذائية وناتج قومي مهم بالاقتصاد، علماً ان نسبة ما يأكله الهولنديون يقدر بحوالي سبعة وخمسين مليار حبة بطاطا سنوياً.

تقول التشكيلية تمارا الصالحي بأن البطاطا شكلت هوية فنية انسانية لدرجة اجبرت فان كوخ على تجسيدها، لوحة أشبه بخيال رغم واقعيتها، “آكلو البطاطا” حيث تظهر البطاطا على أنها الغذاء الأهم للفقراء، والجدير بالذكر توجد اللوحة الآن في متحف فان جوخ بأمستردام، جسدت تلك اللوحة المظلمة الغائرة للحياة القاسية وما يجري في بلادهم من واقع قاسٍ، وخاصة مع الفلاحين الذين رسمهم بوجوه جافة وبارزة العظام، علماً ان ذلك الوضع كان قبل انتشار الآلات والمصانع.

اما  خلود سلطان من سكان اوتريخت عدت اكتشاف البطاطا لا يزال مستمراً في تاريخ أوروبا ككل الى الان، حيث يتنافس الهولنديون مع الالمان بهذا الاتجاه التاريخي ودول اوربية عدة بدءاً الإسبان الذين يعتبرون أنهم المستكشفون وأول من تناولوا البطاطس من الأوروبيين وبذلك يتنافسون مع هولندا وألمانيا، بادعائهم انهم جلبوها إلى أوروبا، في حين أن المكتشفين الإنجليز يعتبرون البطاطا بدأت في إنجلترا ومنها نقلت إلى أيرلندا، حيث نمت بصورة جيدة، الغريبة ان التوثيق الغذائي كله لايصمد قبالة الالمان الذين يعتبرون أن البطاطا هوية ازليّة، منها ما رافقهم في سنوات “الدمار” وما بعد الحرب وإنها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من طعامهم.

في حين أشادت بشرى عباس التي تعيش في أمستردام منذ عشرين عاما، بأن هولندا أنشأت مختبرات ومراكز تخصصيّة وشركات إنتاج تقاوى البطاطا، وهناك ألوان غريبة وجميلة من البطاطا، الأحمر والبرتقالي والبني والاسود والبنفسجي وبمذاقات مختلفة وتجربتها شيء ممتع.