أظهرت دراسة جديدة أن وجود مستويات عالية من الكالسيوم في الشرايين التاجية يمكن أن يكون مسؤولا عن التغييرات الضارة التي تلحق ببنية القلب.
وأجرى الدراسة باحثون منهم الدكتور هنريك تورينو موريرا، المؤلف المشارك في الدراسة، ونشرت في مجلة “سيركيلايشن كارديوفاسكيلار إميجينغ” (circulation cardiovascular imaging).
وقالت الكاتبة لورين شاركي في تقريرها عن الدراسة الذي نشره موقع “ميديكال نيوز توداي”، إن إحدى طرق تحديد خطر إصابة الشخص بأمراض القلب، أو السكتة الدماغية أو الأزمات القلبية، تتمثل في
دراسة مستويات الكالسيوم في الشريان التاجي.
في الواقع، يقوم الكالسيوم بعديد المهام في الجسم، بما في ذلك الحفاظ على صحة العظام. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي وجود الكالسيوم في الشرايين التاجية إلى تراكم تكلسات على جدار الشرايين.
ومع مرور الوقت، يمكن أن تسبب هذه المادة المتكلسة تصلبا أو تضييق الشرايين، مما يحدّ من تدفق الدم ومد الأعضاء الحيوية بكمية الأوكسجين الضرورية، الأمر الذي قد يؤدي إلى الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
مؤشرات الكوليسترول
وفي هذا السياق، قد تشير مستويات الكوليسترول المرتفعة إلى أن الشخص معرض للخطر. في المقابل، يمكن للعلماء قياس مستويات الكالسيوم في الشريان التاجي مباشرة.
ومن خلال استخدام الأشعة المقطعية لالتقاط العديد من الصور المقطعية للقلب، يمكن للأطباء رؤية بقع الكالسيوم في الشرايين التاجية. وعادة ما تتراوح أعداد هذه البقع لدى الشخص بين صفر وأكثر من 400 بقعة. وكلما ارتفع العدد، زاد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وأوردت الكاتبة أنه وفقا لجمعية القلب الأميركية، فإن إرشادات الكوليسترول لعام 2018 تنصح بإجراء مسح لمستويات الكالسيوم في الشريان التاجي للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و75 عاما والذين تعد حالة الخطر لديهم “غير مؤكدة”.
تشوهات في القلب
أظهر الأشخاص في منتصف العمر، الذين أظهروا مستويات أعلى للكالسيوم في الشريان التاجي، زيادة بنسبة 9 % في حجم البطين الأيسر وزيادة بنسبة 12 % في كتلة البطين الأيسر. وأوضحت الكاتبة أنه عندما يتغير حجم البطين الأيسر بهذه الطريقة، يتعين على القلب بذل المزيد من الجهد في عملية ضخ الدم، مما يؤدي بدوره إلى ازدياد سمك القلب، وارتفاع خطر الإصابة بقصور قلبي.
كما لاحظ مؤلفو الدراسة أن هذه التشوهات كانت أكثر وضوحا بين الأشخاص من ذوي البشرة السوداء. فبالنسبة لهؤلاء الأشخاص، يتسبب كل تغير في نقطة واحدة من النقاط المتعلقة بمستويات الكالسيوم في الشريان التاجي لديهم في زيادة بأربعة أضعاف في كتلة البطين الأيسر. وأفادت الكاتبة بأن الدكتور موريرا يوضح الحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث من أجل “فحص العلاقة بين وجود الكالسيوم في الشريان التاجي وصحة القلب” وخاصة فيما يتعلق بالعِرق.