ثلث الأميركيين يؤيدون ضربة نووية اجهاضية الى كوريا الشمالية

آراء 2019/07/22
...

سيمون ديناير*
ترجمة/ انيس الصفار
توصل بحث جديد الى أن أكثر من ثلث الاميركيين سيؤيدون توجيه ضربة نووية اجهاضية الى كوريا الشمالية إذا ما اجرى هذا البلد اختبارات على صواريخ بعيدة المدى قادرة على الوصول الى الولايات المتحدة، حتى لو أدت تلك الضربة الاجهاضية الى هلاك مليون مدني.
اجرت عملية المسح مؤسستان هما “نشرة العلماء النوويين” و”شركة يوغوف البريطانية للبحوث” على 3000 أميركي، حيث طلبت من المشاركين ان يتأملوا سيناريو تقوم كوريا الشمالية بموجبه باختبار صاروخ طويل المدى وعندئذ تدرس الحكومة الاميركية كيفيات الرد. ردت أغلبية المشاركين بأنها لا ترغب في شن الحكومة الاميركية ضربة اجهاضية، ولكن اقلية كبيرة لا يستهان بها ساندت فكرة توجيه مثل هذه الضربة، سواء باستخدام الاسلحة التقليدية أو النووية.
خلص التقرير ايضاً الى أن كثيرا من هؤلاء الصقور لم تتراجع قوة دعمهم للهجوم تراجعاً محسوساً، حتى لو بصورة حرب وقائية، عندما قيل لهم إن الولايات المتحدة يمكن أن تستخدم اسلحة نووية يتوقع منها أن تودي بحياة مليون مدني كوري شمالي.”
يمضي التقرير مبيناً أنه”مثلما توصلنا في وقت سابق كان عزوف الجمهور الاميركي محدوداً ازاء استخدام الاسلحة النووية، ولكنه ابدى استعداداً مثيراً للصدمة في دعمه فكرة قتل مدنيي العدو.”
الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة على الاطلاق التي استخدمت الاسلحة النووية في الحرب، وكان ذلك عندما اسقطت قنبلتيها على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين في العام 1945 وتسببت بمقتل نحو 200 ألف شخص.
اكتمل العمل بالتقرير في شهر شباط، أي قبل انهيار مؤتمر القمة بين الرئيس ترامب والزعيم الكوري الشمالي “كيم جونغ أون” في هانوي مع نهاية ذلك الشهر. منذ ذلك الحين اجرت كوريا الشمالية اختبارات على صواريخ بالستية قصيرة المدى، ولكن ترامب وكيم كانا يتبادلان الرسائل وتعابير المديح والثناء لبعضهما خلال تلك الفترة.
عرضت عملية المسح على المشاركين اخباراً “متخيلة” تدعي قيام كوريا الشمالية باختبار صاروخ بعيد المدى، ثم طرحت عليهم السؤال: هل “يفضلون” أن يقدم الجيش الاميركي على رد ما، من بين سيناريوهات عديدة مختلفة تشمل توجيه ضربات بالاسلحة التقليدية والنووية مع احتمالات متفاوتة الشدة بخصوص تمكن تلك الهجمات من تدمير قدرة كوريا الشمالية على الرد الانتقامي.
سئل المشاركون ايضاً إن كانوا “يحبذون” توجيه ضربات كهذه في حالة توجيه الرئيس أمراً بذلك.
كشفت عملية المسح عن أن الجمهور بشكل عام سوف “يلتف حول العلم”، ولكن نسبة مقدارها 33 بالمئة قالت انها تفضل توجيه ضربة نووية حتى لو اسفرت عن قتل 15 ألف من المدنيين الكوريين الشماليين، وقال50 بالمئة انهم يؤيدون توجيه ضربة من هذا 
النوع.
بيد أن مستويات التأييد أبدت ميلاً للتراجع إذا ما انخفضت فرص النجاح في درء ردود الفعل الانتقامية بنسبة 50 بالمئة، وهو توصل يقول معدو عملية المسح انه يجب أن “يكون تذكيراً لصناع القرار في واشنطن بأن الدعم الجماهيري للضربة الاميركية الاولى سوف يتلاشى بدرجة كبيرة إذا ما فشل الهجوم وسقطت اعداد كبيرة من الاميركيين قتلى” على حد تعبير التقرير.
جاء دعم الجمهوريين للضربة العسكرية أعلى من دعم الديمقراطيين لها، وأعرب مؤيدو ترامب عن تأييد اعلى حتى من ذلك، حيث فضلت الاغلبية منهم في خمسة من السيناريوهات الستة المعروضة في عملية المسح اللجوء الى الضربة العسكرية.
في حالة المؤيدين لعقوبة الموت ارتفع التأييد للضربة النووية من 38 بالمئة الى 49 بالمئة عندما قيل لهم إن اعداد القتلى الكوريين الشماليين المتوقع سقوطهم يمكن أن ترتفع من 15 ألفاً الى 1,1 مليون شخص، وقد أوضح احد المشمولين بالمسح الامر بقوله: “تلك هي افضل فرصة أمامنا لإبادة الكوريين الشماليين.”
توصلت عملية المسح الى أن المشاركين أبدوا تفاؤلاً مفرطاً بشأن قدرة الجيش الاميركي على ضرب وتدمير كافة الاسلحة النووية الكورية الشمالية، وكذلك بشأن قدرة الصواريخ الدفاعية الاميركية على اسقاط جميع الصواريخ الكورية الشمالية المهاجمة قبل وصولها الى اهدافها.
يقول مؤلفو التقرير، وهم “أليدا هاوورث” و”سكوت ساغان” من جامعة ستانفورد و”بنيامين فالنتينو” من كلية دارتموث: “وجدنا ايضاً أن مؤيدي ترامب أبدوا احتمالاً أعلى بنحو خاص لاعتناق هذه القناعات الخاطئة الخطيرة.”
يظهر الاستطلاع ان معظم الاميركيين لا يريدون من ترامب العودة الى التهديد بشن الهجمات على كوريا الشمالية، رغم هذا ينبه مؤلفو التقرير الى وجود “مسحة عقاب قوية تطغى على الرأي العام الاميركي.” ويؤكدون أن “بعض الاميركيين لا ينتابهم أي شعور بحرمة السلاح النووي، بل أن البعض منهم كما يبدو منجذبون بنحو ما الى الحل 
النووي.”
يضيف التقرير: “تكشف النتائج ايضاً عن مدى ضعف اطلاع عامة الناس في مجال الاسلحة النووية والصواريخ الدفاعية وكوريا الشمالية.” ثم يدعو الى “تجديد المساعي لإشاعة الثقافة النووية الجماعية.” 
* صحيفة واشنطن بوست