العراق ضمن لائحة التراث العالمي

آراء 2019/07/24
...

نجاح العلي
 

شاءت الأقدار ان اكون من ضمن الجهد الوطني العراقي لادراج المواقع الاثرية والطبيعية على لائحة التراث العالمي ففي عام 2016 تم تكليفي من مجلة الشبكة التي تصدر عن شبكة الاعلام العراقي باعداد ملف موسع ومفصل عن مشروع إدراج الاهوار على لائحة التراث العالمي التي استغرق العمل عليها عدة سنوات لحين استحصال الموافقة على ادراج موقع الاهوار في بلاد ما بين النهرين على لائحة التراث العالمي خلال الدورة الأربعين للجنة التراث العالمي وقبلها في العام 2014 تم ادراج قلعة اربيل ضمن هذه القائمة العالمية المهمة.
وايضا كنت ضمن الجهد الوطني والحملة الإعلامية والترويجية لإدراج بابل على لائحة التراث العالمي وهذا ما تحقق في هذا العام لما يمثله هذا الصرح الحضاري من قيمة حضارية عالمية وان هذه الآثار التي تشمل الأسوار الداخلية والخارجية للمدينة والأبواب والقصور والمعابد، هي شهادة فريدة على واحدة من أكثر الإمبراطوريات نفوذا في العالم القديم وأن بابل  تجسد إبداع الإمبراطورية البابلية في أوجها، فضلا عن ارتباط المدينة بواحدة من عجائب الدنيا السبع قديما، وهي جنائن بابل المعلقة، علاوة على تأثيرها في أشكال الثقافة الفنية والشعبية والدينية على مستوى العالم، ومن المؤمل ان يسهم هذا الإدراج على اللائحة العالمية في تنشيط السياحة فيها.
ووضعت اليونسكو شروطا لإدراج بابل على قائمة التراث العالمي أهمها إزالة التغيرات التي طرأت على المدينة الأثرية، وأبرزها أنبوب النفط وقصر رئيس النظام السابق والزحف العمراني والمستنقعات المائية كل هذه الأمور يجب انجازها قبل شباط من عام 2020 وقد رصدت الحكومة العراقية مبلغ 250 مليون دولار لإزالة هذه التغيرات.
العراق حباه الله بكنوز طبيعية وحضارية وبتنوع جغرافي مميز من انهار وبحيرات ومصطحات مائية وسهول وهضاب وجبال وصحارى وتنوع قومي وديني وعرقي فضلا عن تنوع حضاري وحكمته سلالات من الإمبراطوريات في الشمال والوسط والجنوب فلا تكاد مدينة تخلو من اثر تاريخي حتى في المدن النائية والصحراوية لكن إدراج هذه المعالم الأثرية على لائحة اليونسكو ليس بالأمر الهين والسهل ويحتاج الى جهد حكومي وترويج إعلامي وشعبي وهذا ما حصل مع بابل اذ تضافرت جهود منظمات المجتمع المدني والجامعات واهالي المدينة ونخبها الثقافية وهذا ما لاحظه فريق الخبراء الذي زار المدينة التاريخية وقيم وضعها ووضع توصيات ملزمة بشأنها وهذه التوصيات لايمكن ان تنفذ وتتحقق الا بتعاون اهالي المدينة. 
ان إدراج معالم العراق الاثارية والطبيعية ضمن قوائم اليونسكو للتراث العالمي ليس منة من احد انما هو استحقاق تاريخي وطبيعي تأخر كثيرا وهناك معالم عراقية كثيرة لابد من إدراجها ضمن هذه اللائحة وهناك تحرك حكومي وشعبي خلال العالم الحالي لإدراج قلعتي هيت وكركوك على لائحة التراث العالمي وقد تحذو حذوها العديد من المدن والقصبات على ان يدعم هذه المطالب النخب الثقافية والشعبية فيها ليصبح العراق باجمعه ضمن لائحة التراث العالمي.