التدخين ممنوع، هذا الإعلان الذي يعلق على جدران أغلب المستشفيات ؛ ومثله تجد إعلان المراجعة من الشباك، وتذهب للشباك ولا تجد أحداً، واذا اعترضت تكون قد عرقلت الأمر الذي انت بصدد إنجازه.
نعم التدخين ممنوع ويجب منعه في المستشفيات ؛ ولكن ماذا يكون حالك اذا حاسبك احدهم على التدخين واستعان بأحد رجال الأمن ليخرجك من صالة الانتظار إلى خارج بناية المستشفى، اقول : ماذا لو منعك موظف الاستعلامات او أحد منتسبي المستشفى وهو في يده
سيجارة !! .
وماذا يكون حالك لو شاهدته يدخن في الردهات وقرب صالة العمليات ؟ وهو الأمر الذي شاهدته بعيني في مستشفى الولادة التابع لمستشفى اليرموك .
ناهيك عن حالة غريبة من نوعها، وقد لايصدقها الا من يمر بها وهي أن المريض اذا اراد الفحص بجهاز تصوير ( الأشعة) تعطى له الصورة بهاتفه النقال ويقولون له : اذهب واطبعها خارج المستشفى واجلبها لنا كي تشخص حالتك المرضية، وبين طابور المراجعة من الشباك وبين اكمال ( معاملة الفحص داخل وخارج المستشفى ) وبين انعدام نظافة المرافق الصحية، التي لا علاقة لها بمعنى الصحية لا من قريب ولا من بعيد ) يكون المريض قد حصل على مرض ثان ليعود إلى بيته بعد جولة متعبة في هذا الصيف
اللاهب .
قلت ان هذه الحالات موجودة في بعض المستشفيات وليس كلها، لكنها حالات مرفوضة جدا، ولابد من متابعة ميدانية وزيارات مفاجئة يقوم بها المعنيون في وزارة الصحة وأعضاء لجنة الصحة في مجلس النواب، للحد من هذه الظواهر الغريبة وحتى غير الغريبة التي اعتاد المرضى على
تحملها .
خرجت سيدة مريضة من إحدى صالات العمليات، فنادى أحدهم وسيجارته بيده، اين المرافقة لهذه المريضة، وعندما صاحت المرافقة : نعم، قال لها مريضتكم خرجت من صالة العمليات وتحتاج إلى ( بطانية) فقالت المرافقة وهي امرأة عجوز : يمّه منين أجيب بطانية ؟ فأجابها : حجية اشتري من المحل القريب من
المستشفى ) !!.
الأشعة من خارج المستشفى والبطانية من خارج المستشفى، وأغلب العلاج من الصيدليات المجاورة للمستشفى ؛ في حالة كهذه، صار كل المستشفى خارج المستشفى، ما عدا المريض والسيد المدخن، وشباك المراجعة .
إن هذا التراجع الخطير وتردي الخدمات او انعدامها في بعض المستشفيات جعل أغلب المرضى ضحايا للمترجمين الذين يمارسون اشد أنواع الجشع، حين يروجون لمستشفيات الهند وكأن العراق خال من أطباء علماء ومستشفيات
راقية .
نعم ليست كل الامور سلبية، فطب القلب متقدم جدا لدينا وردهاته محترمة، وعمليات القلب المفتوح نجحت في العراق اكثر من نجاحها في الهند كما يروج البعض . لكن ما أشرناه من سوء خدمات هو الذي يدفع المواطن للتفكير في العلاج خارج
بلاده.