نهاية «داعش» الحقيقية

آراء 2019/07/27
...

محمد حسن الساعدي
لا شك أن النجاحات الأمنية التي حققتها عمليات “ إرادة النصر” قد أتت أكلها في عدة اتجاهات مهمة، وهي أن قيادة داعش المتمثلة في أبو بكر البغدادي غير موجودة في مناطق العراق الشمالية، كما إن هذه النجاحات قد فصحت عن قوة هذه العصابة ، والتي بدأت ملامحها تظهر في شمال تكريت وتحديداً سامراء، حيث تشير التقارير الإخبارية إلى تحرك المجاميع الإرهابية “ الخلايا النائمة”في هذه المنطقة،وبعض مناطق صحراء كربلاء وأهمها النخيب حيث ستعمد هذه الخلايا إلى التحرك لضرب المدن العراقية وتحديداً الوسط وشمال بغداد، ما يعطي انطباعا لدى القارئ أن هذه الخلايا ربما تكون مستدامة من خلال الدعم المقدم لها، ولكن بالعكس فإن هذه العصابة بدأت بلفظ أنفاسها الأخيرة من خلال هذه الخلايا النائمة، وان زوال خطر وجودها يمكن أن يتحقق بشرط الاستمرار بضرب أوكارها في المناطق التي تضم خلاياها النائمة .
ان السبب الرئيس وراء تفكك هذه البيئة هو الأخطاء الداعشية الخطيرة من (جهاد النكاح، وختان البنات، وتفجير المراقد المقدسة، ومحاسبة من لا يحضر الصلاة، او غلق المحال التي تعارض فكرهم )، وغيرها من جرائم مروعة ارتكبتها هذه العصابات في الموصل والأنبار وصلاح الدين وديالى، كما ان الخلافات في تلك المناطق بين الحواضن وغيرها ممن اعترضوا على وجود هذه العصابات كان سببا اخر في تفكك هذه الحواضن وتراجع مسك الارض من قبل الدواعش، واوجد حالة الانهيار بين تنظيماته، والتي بدأت بالهروب مرة او الانتحار عبر الأحزمة الناسفة او قتلهم عبر الضربات الجوية لصقور الجو الأبطال والتي استطاعت من تدمير مواقعهم وأرعبت وجودهم، كما ان الجهود الكبيرة لرجال الحشد الشعبي أوجد الهوان والضعف لدى الدواعش الذين اعترفوا ان جبهاتهم أصبح يصيبها الضعف جراء الضربات المركزة لرجال الحشد الشعبي وجهود طيران الجيش، والذي أسهم كثيرا في تقييد حركة الدعم الإقليمي للحركات التكفيرية وعموم مواطن داعش . 
هذه العصابات التي هي مجموعة من المرتزقة والتي وضعت ستراتيجية لعملها وتحركها الا وهو ايجاد حالة القلق لدى الخصم، والاحتفاظ بمراكز قوة، وارتهان الناس والأرض على حد سواء، وهذه السياسة اتبعتها داعش للاحتفاظ بالرهائن لأكثر وقت ممكن لكي تضمن لنفسها وجودا على الارض .
النهاية الحتمية لداعش في العراق بدأت تقترب كثيرا، خصوصا مع التركيز الواضح في الضربات ضد تجمعاتهم في عموم جبهات البلاد، وهذا لا يعني نهاية هذه العصابات التي أوجدتها القوة الإقليمية والدولية لإيجاد حالة التوازن في المنطقة امام تنامي قوة ايران العسكرية والنووية، وإيجاد خطوط منع عن سوريا والعراق ولبنان، وهذا ما يكشف سر المخطط الكبير في وجود الدواعش على ارض العراق، كما يعد مسوغاً واضحاً في اعادة انتشار الجيش الامريكي في العراق، وهذا ما يرغب به ساسة البيت الأبيض، لان خروجهم من العراق كان
 ليس بإرادتهم . 
اما بالنسبة لداعش كفكر فاعتقد انه سيكون باقيا بقوة على الارض، واستخدامه وقت يشاء الغرب والدول الإقليمية، وبما يعاد نشره في الدول الشمالية (ليبيا، وتونس وبلاد المغرب العربي )، ويكون هو رأس الحربة في صراع إقليمي تدخل فيه المذهبية السياسية .