لأول مرة أسمع بنجم اسمه “المرزم”. قضينا عمرنا نعرف نجم سهيل الذي تغنى به مالك بن الريب في قصيدته الشهيرة والوحيدة التي رثى بها نفسه حين لدغته الحية فمات على إثرها قائلا لمن كان يحمله قبيل موته “أقول لأصحابي إرفعوني فإنه .. يقرّ بعيني أن سهيل بدا ليا”. ولنا معرفة كذلك مع “بنات نعش” اللواتي ظهرن فيما بعد تحت عنوان درب التبانة الذي منه كوكبنا الأرض. هذا عدا عن النجوم والكواكب المعروفة زحل والزهرة والمريخ وطبعا القمر. وللقمر قصة محزنة مع أرمسترونغ الأميركي الذي تمشى على سطحه قبل 50 عاما فضرب كل الشعراء “بوري” حين اكتشف أن القمر الذي “خبصنا” به عمرو بن كلثوم ونزار قباني مجرد تراب.
أعود الى نجم المرزم الذي أخبرنا المتنبئ الجوي صادق عطية في تصريح له إنه سيظهر في سماء العراق هذه الأيام. ومما قاله عطية إن” حالة الطقس فيها سكون مع تقلبات في الرياح السطحية في اغلب مدن البلاد. وأضاف” نتيجة لذلك يرتفع الشعور بالحرارة نهاراً والرطوبة ليلاً مع ارتفاع طفيف تشهده درجات الحرارة”. إذن طبقا لهذا التصريح هناك شعور بالحرارة وقد لاتكون هناك حرارة وهناك شعور بالرطوبة وقد لا تكون هناك رطوبة. هذا التصريح فلسفي يحتاج لنا من يفكك لغزه, وقد ذهب من يفكك الألغاز ويلغز الأفكاك. في الحقيقة لم أعد أفهم هذه المعادلة مع أننا جميعا فهمنا كل معادلات الجو والطقس والمناخ بدءا من المرتفع الى المنخفض الى الرياح الشديدة والمتوسطة ودرجات الحرارة الصغرى والعظمى والرطوبة
النسبية.
وطوال عشرات السنين كانت لنا أحلام صيفية حين نشاهد الأوربيين وهم يستحمون تحت الشمس في لهيب تموز عندنا حيث لا تزيد درجات الحرارة عندهم أكثر من 18 درجة. هذه طبعا للبلدان معتدلة الحرارة مثل بعض بلدان أوروبا الغربية مثل فرنسا وبريطانيا وربما إسبانيا وإيطاليا. أما بلدان مثل فنلندا أو كندا فلا وجود لشيء اسمه درجات حرارة فوق الصفر المئوي حتى خلال شهر آب اللهاب الذي “يدك البسمار بالباب”, فضلا عن فضائله الأخرى ومن بينها “يقلل الأعناب ويكثر
الأرطاب”.
وكان كل من يسافر الى هناك صيفا يحكي لنا قصصا يشيب لها رأس الولدان عن كيفية انبطاحهم تحت الشمس وأمور أخرى . يحصل هذا عندهم في وقت تكون درجات الحرارة عندنا بين الـ 48 درجة الى 52. في الحقيقة هي أكثر لكن الحكومة وبسبب مصانع الطيران والنستلة والسكك الحديد والقاطرات ولبن جزيرة أم الخنازير ومعامل الهواتف الذكية الجيل السابع والعشرين وهواوي “مال كسرة وعطش” لا تريد أن تمنح عطلة للعاملين في هذه المصانع العملاقة. الآن تساوت “الكرعة وأم الشعر”.
الأخبار الآتية من بلاد الأوربيين تتحدث عن درجات حرارة بدأت تفوق الأربعين, بينما كان “بزر الجكليت” منهم يموت حين تبلغ 30 درجة. طبعا نحن نضحك “بعبنا” لأننا حين تهبط درجات الحرارة الى 30 “نلزم سرة” على النفط لإشعال الصوبات. وتحسبا للطوارئ في حال هبطت الحرارة الى 25 درجة مئوية ينتشر الباعة الجوالة في الأزقة وهم ينادون “بطايق نفط بطايق
نفط”.