أنا في أوراق عبد المهدي

آراء 2019/07/30
...

نوزاد حسن
 دعوني أبدأ بوصف سمعته للسيد حيدر العبادي عن اداء حكومة عبد المهدي.سأقف قليلا عند باب المعنى في كلام العبادي الذي اشعرني باننا نسير في الاتجاه الخاطئ.انتبهوا انا اتحدث عن اثر  تصريح السيد العبادي عن انجازات حكومة عبد المهدي ووصفه هذه الانجازات بانها على الورق . اذن انا امام عبارة سياسية مرعبة لو صحت العبارة.ستجعلني مثل هذه الجملة ابحث عن مكاني كفرد في تلك الاوراق.لكنني من لحم ودم,فهل تستوعب الاوراق وجودي واحلامي
ماذا اعني؟.
  اعني ان كلام السيد العبادي عن الانجازات الموجودة فقط عن الورق لم يكن كلاما عاديا ابدا.فهو رأي يقال في ظل ازمات عديدة.لكن هذا الرأي ليس جملة خبرية عادية كأن نقول إن الرقي لذيذ
 في الصيف.
  في جملة العبادي تاثير يصل الى الدماغ يختلف عن حلاوة قطعة من الرقي.يفسر الدماغ هذه الجملة على انها واقع لا يمكن تغييره.انا من يحس بقوة ضغط جمل سياسية لها طابع نقدي لكنها جمل تصل الى الدماغ على انها براكين
 صامتة.
  جملة اخرى او خبر آخر عن عدم وجود مصحات او مستشفيات لمعالجة المدمنين على المخدرات.حين اسمع هذه العبارة اسمعها بانتباه لكنها تصل الى عقلي فيفسرها على انني اسبح ضد التيار واذا توقفت ساغرق.اعني ان كلاما يقال على شكل معلومة لن يظل معلومة عادية كأية 
معلومة اخرى.
على العكس تصنع بعض الجمل واقعا آخر في عقولنا,ونحس باننا مشوشون من الداخل,وايضا نحس باننا لا نملك رغبة تتناسب مع اعمارنا ومع
 ما نملك.
  لأعلق على جملة اخرى شهيرة جدا وهي الدولة العميقة مثلا او حوت فاسد.هاتان العباراتان تكهربان عقولنا بصعقة مدمرة.ومع ذلك يظن اي متحدث ايا كانت صفته انه ينبهنا او ينقل لنا نكتة لطيفة.وعلينا ان ننظر باعجاب لما يقول.هذا الشخص لا يظن انه ينقل الى عقولنا عدوى لا تموت.كما ان هذا المتحدث عن دولة عميقة لا يعتقد ان يحير عقولنا اكثر مما هي حائرة.من هنا انا انظر الى كل ما يقال من كلام سياسي على انه نوع من رسائل لغوية ستتحول الى اشارات يفسرها الدماغ ويعطيها شكلا آخر اكثر رعبا من الجملة البسيطة التي نسمعها من دون ان
 يهتم لها الكثيرون.
  اذن الشعب المتحضر هو الشعب الذي يصنع حكومة لا تفجر قناعات الناس بديناميت الاخبار السياسية المحرضة.
  حين تكثر رسائل السياسيين السلبية يحس المواطن بانه كائن مهدد على الدوام.
وفي كل لحظة تكون المعلومة القادمة من مطبخ السياسة اشارة الى ان هناك فوضى قوية تحصل داخل عقول الجميع,وتكون طريقة النقاش بين اصحاب العقول المشوشة عبارة عن مبارزة كلامية لا خاسر
 فيها.
 في كل ثانية هناك عبارة تبدو مسالمة هادفة لكنها تتحول بعد استماعنا لها الى انفعال اسود اللون يحركنا
 كما يشاء.