براءة وزارة التربية

آراء 2019/08/17
...

حسين علي الحمداني
الرأي العام العراقي يمكن إشغاله بأي قضية بشكل سريع جدا،ونتائج السادس الإعدادي قضية مهمة وأغلب الأسر تعرف مسبقا نتائج أبنائها خاصة وإن نسبة ليست قليلة منهم لديهم تأجيل في أكثر من مادة، وطالب الإعدادية هو بالأساس بإمكانه أن يعرف كم سيحصل في هذه المادة أو تلك،وبالتالي ليست هنالك ثمة مفاجآت يمكن أن تحصل تربك الأسر بدرجة كبيرة جدا.
قضية الطالبة غفران وحصولها على درجة(صفر)في جميع المواد للدراسة الإعدادية،أثارت هذه القضية الرأي العام العراقي الذي هو بالأساس(ساخط)على وزارة التربية ووجد في هذا الموضوع مادة (دسمة) لمواقع التواصل الاجتماعي التي تلاقفت (فديو الاعتراض)ووجدت في الطالبة إنها مظلومة،ووجدنا الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي شاركوا فديو التظلم لهذه الطالبة وطالبوا بفتح تحقيق في الموضوع بحثا عن الحقوق وإنصافا لهذه التلميذة وغيرها.
هذا الأمر جيد جدا ويؤكد بأن هنالك رأيا عاما عراقيا ضاغطا تمكن من أن يجعل وزارة التربية تبادر في الرد السريع وإحضار الطالبة وولي امرها مع مدير تربية الأنبار صحبة عضو لجنة التربية والتعليم في مجلس النواب العراقي وإجراء فحص وتدقيق لدفاتر الطالبة وهذا لم يحصل من قبل لأي طالب في تاريخ الوزارة.
هذا يؤكد أمور عديدة أولها حرص مركز فحص الدراسة الإعدادية على أن يرى الرأي العام العراقي سلامة التصحيح أولا،وثانيا إن غلاف الدفتر لم يتم تبديله كما تداول البعض من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي،وإن درجة(صفر)منحت بسبب غياب الأجوبة على الأسئلة. وهذه إجراءات سليمة جدا خاصة وإن شعار العاملين في مراكز الفحص إن نسبة الخطأ المسموح بها هي صفر% وهذا يعني أن هنالك كوادر تمتلك خبرة كبيرة 
في هذا الميدان.
بالنسبة لي كنت سعيدا جدا بإجراءات الوزارة ومركز فحص الدفاتر الامتحانية وعملية الشرح المبسطة لسلامة الإجراءات،وكان هنالك أيضا(فديو وزاري)عرض على القنوات الفضائية وأيضا على مواقع التواصل الاجتماعي للوزارة وشاركه(بعض) رواد التواصل الاجتماعي.بين فيه المسؤول سلامة الدفتر مع توفر قناعات كاملة سواء لدى الطالبة أو اللجنة أو الذين شاهدوا فديو الرد من قبل 
وزارة التربية. لكننا وجدنا درجة اهتمام الرأي العام العراقي بنتائج التحقيق وما أسفر عنه لم تكن محل الاهتمام من قبل الذين ساندوا الطالبة في شكواها،وبدأ البعض منهم لا يعنيه الأمر رغم حماسته في المرحلة الأولى،ربما البعض كان ينتظر نتائج أخرى،أو كان يتمنى أن تلتزم الوزارة الصمت ولا تجري هذا التحقيق السريع جدا وتولي الأمر أهمية كبيرة جدا خاصة وإن شعار الوزارة(الامتحانات شرف الوزارة).وهذا يقودنا لأن نقول إن الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي غايتهم الأولى البحث عن موضوع من أجل النيل من هذه الوزارة أو المؤسسة أو الدائرة بغض النظر عن النتائج وهذا أسلوب خطأ في استخدام منصات التواصل هذه
 بشكل سلبي.