عيد بلا طرق مغلقة

آراء 2019/08/17
...

د. حسين القاصد 
مع اقتراب ايام عيد الأضحى المبارك، قامت الحكومة بإجراءات نافعة جدا، بدأت ملامحها تتضح قبل حلول العيد المبارك ؛ ولعل أهم تلك الإجراءات تكمن في فتح الطرق التي طال انتظار 
فتحها .
ملامح فرح وبعض علامات التفاؤل نراها على وجوه أصحاب السيارات وهم ينعمون بانسيابية المرور ؛ ولقد شاهدت كيف أن نقاطا للتفتيش كانت تقف عائقا معرقلا لسير الحياة، وقد تمت إزالتها خلال وقت قصير جدا، فقد مررت بطريق المطار من جهة جامع أم الطبول صباحا فوجدت نقطة التفتيش الثابتة في مدخل الشارع قرب ام الطبول، لكنني حين عدت وجدت أن هذه النقطة التفتيشية قد ازيلت تماما وانفرج الطريق وانساب المرور بمنتهى الهدوء ومن دون أي شد عصبي واضطراب نفسي كذلك الذي تسببه 
اختناقات الطرق.
ان فتح الطرق وإلغاء نقاط التفتيش له منافع أخرى غير انسيابية المرور؛ فهو يوفر للدولة موارد بشرية تستفيد منها في أماكن ومناطق أخرى تحتاج إلى جهد امني، وبذلك يعم الأمن والهدوء في كل البلاد ويتم استثمار طاقات أفراد نقاط التفتيش والياتهم واسلحتهم في جوانب أهم من حالة العرقلة التي كانت تمارسها نقاط التفتيش.
لكن، ماذا بعد فتح الطرق، وهل عملية فتح الطرق وإلغاء نقاط التفتيش عملية مدروسة جيدا، وهل وضعت السلطات في حساباتها التأهب لأي
 طارئ أمني ؟ .
لقد حدث في بغداد قبل أيام حالة هروب للسجناء غريبة من نوعها، وجاء توقيتها عكسيا مع حالة التفاؤل في الاستقرار الأمني، كما أن التصوير الذي شاع وانتشر يستدعي مراجعة دقيقة لحماية السجون ومراكز التوقيف ؛ ذلك لأن هروب سجين واحد يمثل هدرا للمال والتضحيات، والوقت، والجهد العسكري والاستخباراتي، فكم ستحتاج الدولة من جهد وتضحيات لإلقاء القبض على مجرمين مطلوبين للقضاء، وهل يتم القاء القبض عليهم بسهولة؟ وكيف يمكن القاء القبض على مجرم في فضاء واسع بعد أن هرب من سجن بقضبان مقفلة وحراسات مشددة.
نريد معادلا موازيا لعملية فتح الطرق وإلغاء نقاط التفتيش، وهذا المعادل يكمن في إحكام القبضة والسيطرة على مفاصل الدولة وحماية المجتمع بطريقة لاتجعلنا نفكر بإعادة نقاط التفتيش المحنطة التي كان اغلبها معرقلا للحياة ومحبطا 
للنفوس.
فليس من المعقول أن يفرح المواطن البسيط بفتح طريق يوصله إلى بيته بسهولة ويسر، ثم يفاجأ بهروب سجناء من سجن في مركز بغداد المليئة بكل هذا الكم الهائل من القوات الأمنية. 
نعم، نحن فرحون جدا بخطوات الحكومة واجراءاتها في التخفيف عن كاهل المواطن الذي يقضي نصف نهاره في طريقه إلى عمله او الى البيت . لكن القلق يجد طريقه إلى النفوس ويرسم ملامحه على الوجوه حين نسمع بخرق أمني مثل الذي حدث حيث هروب السجناء . نتمنى أن نتلافى هذه الأخطاء، وعيدكم مبارك وكل عام والعراق بألف خير.