من «حجي حمزة} وحط إيدك

آراء 2019/08/19
...

حمزة مصطفى
الأسبوع الماضي وإن كان كله عطلة بسبب عيد الأضحى المبارك فإنه كان حافلا بوقائع وأحداث كبيرة. أحداث بقدر ماخلط بعضها الأوراق فإن البعض الآخر انتهى الى نتائج بغير ما تمناها من خطط لها بشكل أو بآخر. قبيل العيد بدأت الحكاية مع فرار مجموعة من متعاطي المخدرات  من أحد مراكز الشرطة في بغداد. الفيديو الذي شاهدنا من خلاله طريقة هروب المتهمين من باب خلفي للمركز أظهر لنا في الوقت نفسه مجموعة من المنتسبين في ملابسهم الداخلية وكأنهم في مسبح لا دائرة حكومية تتطلب حزم ولزم وقوة ومتانة وهيبة.
وعلى ذكر الهيبة فقد مررنا خلال أسبوع العيد بأحداث مهمة جسدت أحد أبرز معاني ومعطيات هيبة الدولة إن كان على صعيد الحرائق التي اندلعت ومازالت أسبابها غامضة في معسكر الصقر, أو مطالبة أحدهم في لقاء متلفز حل الجيش العراقي لأنه “جيش بريمر” مثلما برر سبب طلبه هذا. على صعيد معسكر الصقر فان أهم ما ترتب على هذا الحادث وبرغم تطاير القذائف على أحياء كثيرة في كرخ بغداد, هو القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بحصر موافقات الطيران بيده فقط. هذا القرار الذي جسد مثلما يرى الخبراء والمعنيون أحد أبرز مفاهيم هيبة الدولة إمتثل له التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية في العراق والذي تنحصر مهمته في محاربة تنظيم داعش الإرهابي.
وبين حادث هروب متعاطي المخدرات الذين تم القاء القبض على معظمهم مثلما أخبرتنا وزارة الداخلية وحريق معسكر الصقر تبرز لنا حادثتان أخريان شغلتا العراقيين إن كان على أرض الواقع أو في العالم الإفتراضي المسمى مواقع التواصل الاجتماعي وهما قضية “حجي  حمزة” وصالات الروليت والقمار وقضية جثث بابل المجهولة التي أوكلت مهمة دفنها الى منظمة إنسانية وهو ما يحصل للمرة الأولى على حد علمي وعلم مؤسس منظمات “الأن جي أو”. قضية حجي حمزة الذي لانعرف عنه إن كان متهما وبالتالي بريئا الى أن تثبت إدانته أو هو مدان “ليكدام” طبقا لما أظهرته طريقة اعتقاله هو ومن معه في هذه الأماكن في ليلة ظلمة من قبل الأمن الوطني مثلما أعلن رئيس الوزراء وأمن الحشد الشعبي مثلما أعلن بيان رسمي للحشد بهذا الخصوص.
وفي الوقت الذي كنا نتوقع نحن الغافلين الذين “النا الله” أو المغفلين الذين لا يحمينا القانون أن “حجي حمزة” هو بطل الفيلم وإذا بالسيد حاكم الزاملي يعلن  في تصريح متلفز أن تسلسل حجي حمزة في قائمة أبطال فيلم صالات الروليت والقمار وأشياء أخرى في بعض فنادق العاصمة يأتي بالأخير. بمعنى أن هناك من هو أكثر رسوخا في عالم نيل الألقاب الضخمة وفي مقدمتها الحجي التي باتت جواز مرور للكثير من الممارسات وها نحن ننتظر التحقيقات في قضية حمزة وباقي الحجاج الكرام. أما قضية جثث بابل فقد تولت منظمة مجتمع مدني دفنهم بعد إن لم تجد دوائر البلدية أو الصحة في بابل مبالغ مخصصة لحالات الدفن بواقع 50 الف دينار لكل جثة مجهولة. لماذا لا يخصص مبلغ بسيط ولو على طريقة .. البترودولار, على الأقل واحد يستفيد من النفط بعد موته.