فخ المديونية

اقتصادية 2019/08/20
...

إيمان الآلوسي
 

تعريف المديونية  debt بشكل مبسط تعني المبالغ التي اقترضها الاقتصاد القومي لمدة تزيد عن العام و تستحق الدفع للجهات المقترضة عن طريق الدفع بعملات اجنبية او تصدير السلع و الخدمات .   
تفجرت هذه المشكلة في بداية الثمانينيات بعد اعلان المكسيك الامتناع  عن دفع الفواتير المستحقة عليها جراء  عملية الاستدانة.
واصبحت مشكلة عالمية مستعصية  الحل رغم كل الاهتمام و الدراسة و المؤتمرات التي تمحورت لغرض ايجاد حلول لها و جدولة المديونية بشكل عادل للحد من وصولها لمراحل تعجز الدول عن السداد و تتراكم الفوائد  بشكل تصل الديون لمرحلة يصعب ايجاد حل لها  .
   ومما شجع ازمة المديونية هي سياسة التساهل التي اتبعتها الدول الصناعية في التعامل مع البلدان النامية واغراقها بالمديونية بذريعة المساعدة و تجاهل العجز في موازين مدفوعاتها في المقابل ازداد توجه اغلب البلدان للاستدانة الخارجية لتأمين مستلزمات التنمية الاقتصادية و تزامنت الازمة مع وجود ازمة عالمية مصرفية و مالية منذ عام  2018 ناتجة عن المضاربات في الاسواق العالمية 
و بسبب زيادة نمو الاستهلاك المحلي عن نمو الناتج المحلي و زيادة نسبة السكان و غياب الادارات و المؤسسات المهنية المحترفة في ادارة الازمات ووضع خططاً النهوض بحسابات علمية وتحقيق التوازن وتطوير الناتج المحلي وتنمية السكان في طريقة الانفاق و تنظيم الاسرة و غياب برامج الوعي الاقتصادي و الاجتماعي .
اتسعت مشكلة ديون الدول النامية بعد  وضعها خطط تنموية طموحة لتنهض بواقع سكانها دون وضع خططا للتمويل البديل عن اللجوء للاستدانة واستسهال عملية القروض رغم شروطها وحجم الضرر المستقبلي لها في حال عدم التمكن من السداد.
ازمة المديونية عالمية و شاملة ولم تجد حلاً لها سوى في اللجوء الى مزيد من الديون مما ادى الى الانهيار و الافلاس كما حدث في اليونان ويحمل اغلبية الخبراء سياسة البنوك العالمية في تشجيع الدول على الاستدانة عن طريق تخفيض اسعار 
الفائدة.
و تقدر الديون العالمية حاليا بـ ( 164 ) مليار دولار ما يعادل ( 225 %) من الناتج المحلي العالمي و ينبغي عدم تجاهل موضوع ازمة المديونية إذ يمكن ان تهدد وجود الدول في اي لحظة كما يحدث الان في ايطاليا و الارجنتين .