حقوق المواطن والأمن المخفي

آراء 2019/08/21
...

  د. فاضل الغراوي                  
في الدول التي تطبق الديمقراطية وحقوق الانسان تكون حقوق المواطن بالمرتبة الاولى من تعزيز وتنمية وتطوير وحماية ووقاية ورفاهية وعدم امتهان الكرامة الانسانية وتتسابق الدول في توفير منظومة حقوق الانسان لمواطنيها لتتسلق المراتب ويشار لها بالبنان والتقدم. وفي العراق عندما كتب الدستور ووضع للمواطن فصلا يمثل الحلم السرمدي سمي فصل الحقوق والحريات تضمن الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وركز على الحريات الاساسية وحق الانسان في الحياة والأمن والأمان وعدم امتهان كرامته لكن النص بقي عناوين براقة اريد منها تزويق شكل الحكومة والدولة في حين الواقع كان عبارة عن منظومة انتهاكات للمواطن فالحريات مقيدة والحقوق منتهكة ويوميا تحط كرامة المواطن العراقي بحجة التعليمات والأوامر التي اصبحت سيفا مسلطا على حقوق المواطنين الذين تمتهن كرامتهم يوميا وعلى مسمع وبصر الكل يضطر يوميا ان يبقى ساعات طويلة في الازدحام “وبكيفك تقبل ما تقبل هذا الموجود”  واذا أمة داعية عليه يمر من خلال السيطرات فالشك والاتهام جاهز والإهانة عنوان اذا فقط أراد التعبير عن معاناته لبقاء فترة طويلة من الزمن وفي الاجواء الحارة وفي طوابير لاتنتهي وتعامل مزدوج لمواطن (أ) ومواطن  (ب) وخط عادي وخط vip وتحول قسم منها لسوق رائجة للمتسولين والمشردين وعمالة الاطفال ولا احد يكترث فتحولت السيطرات من هدف يحمي المواطن الى أماكن معاناة يومية للمواطن تحط فيها كرامته الانسانية 
كل يوم.  
ماهو الداعي اليها ونحن نتحدث عن تحقيق النصر وقوة اجهزتنا الامنية ونحن نستنزف الاف المنتسبين في السيطرات التي غادرتها الدول من حقب طويلة دعونا ونحن نشاهد سقوط الصبات الكونكريتية حيث تمثل هذه الخطوة بداية تطبيق مفهوم الأمن المخفي وإخفاء المظاهر المسلحة من الشوارع وتقليص عدد السيطرات الظاهرية والسماح بحرية الحركة للمواطن داخل المدن، الامن المخفي هو علاقة الثقة بين المواطن واجهزة الدولة في تبادل المعلومات وتقديم الدعم والإسناد بدون سيطرات وبدون انتهاكات للحقوق فيها  دعونا نرى عراقا بدون سيطرات نرى عراقا لاتمتهن فيه كرامة المواطن في الشارع بحجة الامن والتعليمات نرى عراقا يشارك كل ابنائه في حمايته نرى عراقا لايهاجر ابناؤه عنه بسب معاناته في السيطرات والحط من كرامته الانسانية ويقارنون بين الحقوق الموجودة في الدول والحقوق الموجودة فيه في الامن والأمان.  
 آن الأوان ان تطوى صفحة السيطرات ونطبق معايير الامن المخفي الذي اساسه المواطنة وحقوق الانسان والتعاون المثمر بين المواطن وجميع الأجهزة الامنية .
 
عضو مفوضية حقوق الإنسان