مؤشرات بشأن حدوث ركود في الاقتصاد العالمي

اقتصادية 2019/08/23
...

عواصم / وكالات
 
بدأ سوق السندات بإرسال إشارات قلق للمستثمرين حول العالم، في تطور غير تقليدي، وهو في الغالب يسبق حدوث اتجاه هابط في الأداء الاقتصادي العالمي.
اذ لم تكن هذه الحالة الوحيدة التي تنذر بوجود ركود اقتصادي وشيك الحدوث على الصعيد العالمي، يضاف إلى ذلك انكماش الاقتصادات الكبرى في أوروبا فضلاً عن بيانات النشاط الصناعي المخيبة للآمال.
ا أن الوضع الراهن بين أكبر اقتصادين حول العالم (الولايات المتحدة والصين) يشهد حالة قوية من الاحتكاكات التجارية التي من شأنها أن تلقي بآثارها السلبية على الأسواق العالمية.
 
السندات الاميركية
تكمن الإشارة الأولى في منحنى العائد، اذ انعكس منحنى العائد بين سندات الخزانة الأمريكية قصيرة الآجل (عامين) وطويلة الآجل (10 سنوات) للمرة الأولى منذ عام 2007، وهو ما يمثل إشارة مقلقة تاريخياً بأن هناك ركوداً اقتصادياً يلوح في الأفق.
وواصل..  كذلك العائد على سندات الخزانة الأمريكية لآجل 30 عاماً الهبوط إلى أضعف مستوى على الإطلاق. كما أن الفارق بين عوائد سندات الحكومة البريطانية لآجل عامين ومستحقة التسديد بعد 10 أعوام هبط أدنى مستوى صفر، ما يعني انعكاس منحنى العائد وهو ما يمثل إشارة ثانية حيال مخاوف الركود الاقتصادي.
ومع تكالب المستثمرين على أسواق الأصول الملاذ الآمن وعلى رأسها السندات الحكومية، فإن تلك الأصول سالبة العائد تقفز لمستويات قياسية جديدة يوماً بعد يوم.
وبحسب مؤشر “بلومبرغ باركليز” للسندات سالبة العائد، ارتفعت قيمة تلك الديون الحكومية إلى مستوى 16 تريليون دولار الاسبوع الماضي، وهي أعلى مستوى على الإطلاق.
 
اقتصاد المانيا
وفي إشارة أخرى، انكمش اقتصاد ألمانيا، الذي يعد الأكبر في أوروبا، خلال الربع الثاني من العام الحالي بنسبة 0.1 بالمئة مقارنة مع نمو 0.4 بالمئة في أول ثلاثة أشهر من 2019.
وبالنسبة لثاني أكبر اقتصاد أوروبي، فشهد الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة تراجعاً بنسبة 0.2 بالمئة خلال الربع المنتهي في حزيران مقارنة مع نمو نسبته 0.5 بالمئة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام.
ويعد انكماش اقتصاد بريطانيا في الربع الثاني أسوأ أداء منذ الربع الرابع لعام 2012، ويمثل علامة إضافية على تزايد احتمالات حدوث ركود اقتصادي.
وفي الوقت نفسه، فإن اقتصاد الصين عانى في الشهر الماضي من فقدان الزخم الاقتصادي مع تباطؤ نمو الإنتاج الصناعي لأدنى وتيرة منذ شباط 2002 إلى جانب نمو مبيعات التجزئة لكن بوتيرة أقل، وهو ما يُعد إشارة خامسة على ركود وشيك الحدوث.
 
الحرب التجارية
مع التصعيد الأخير بين الولايات المتحدة والصين، فإن بنك “جولدمان ساكس” أكد أن الحرب التجارية من شأنها زيادة خطر حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة.
كما دفعت البيانات الاقتصادية الصادرة مؤخراً “بنك أوف أمريكا” إلى النتيجة نفسها وهي زيادة احتمالات حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة إلى 30 بالمئة في غضون الاثني عشر شهراً المقبلة.
واستشهد البنك الأمريكي بانعكاس منحنى العائد بين سندات الخزانة مستحقة السداد بعد 10 أعوام وأذون الخزانة التي يحل موعد استحقاقها بعد 3 أشهر، إضافة إلى أداء ثلاثة من بين خمسة مؤشرات اقتصادية تتبع دورات الأعمال الاقتصادية.
وتقف هذه المؤشرات الثلاثة (مبيعات السيارات والإنتاج الصناعي وإجمالي عدد ساعات العمل) عند مستويات سبق له ان سجلها قبل مرحلة الركود الاقتصادي السابقة.
 
الانتاج الصناعي
وفقاً لبيانات رسمية، فإن الإنتاج الصناعي في الولايات المتحدة تراجع خلال شهر تموز الماضي بشكل مخالف لتوقعات المحللين بفعل أداء قطاعي الصناعات التحويلية والتعدين، وهو ما يعتبر بمثابة الإشارة السادسة التي تنذر بالخطر.
وتراجع النشاط الصناعي في ولاية “فلادلفيا” الأمريكية خلال الشهر الجاري لكن هذا الهبوط جاء أقل من توقعات المحللين.
وأثارت هذه التطورات كافة حالة من الذعر داخل الأسواق المالية العالمية، ليفقد المستثمرون شهية المخاطرة بشكل عام ويندفعون تجاه الأصول الآمنة، وهو الاتجاه الذي يسود في الأوقات التي تشهد درجة عالية من عدم اليقين على جميع الأصعدة.
وشهد مؤشر “داو جونز” الصناعي خسائر ملحوظة في الجلسات القليلة الماضية قبل أن يفقد 800 نقطة الاسبوع الماضي مسجلاً أسوأ أداء يومي في عام 2019.
وفي المقابل استفاد الذهب من هذا الوضع بمكاسب دفعت سعر المعدن إلى أعلى مستوى في نحو 6 سنوات، كما أن عملتي الين الياباني والفرنك السويسري أحد الفائزين كعملات ملاذ آمن.