- 1 -
لا نذيع سرّا اذا قلنا :
انّ لكل مؤسسة من المؤسسات نظامها الخاص ، وأعرافها المعينة
فللمؤسسة العسكرية قوانينها ،
وللدبلوماسية نظامها ،
وللاطباء نقابتهم ،
وهكذا هي الحال في المهندسين والمحامين والاقتصاديين ..
وأول من اخترق الانظمة المعهودة هم العفالقة حين منحوا الرتب العسكرية العليا لمن هم ليسوا من أبناء المدرسة العسكرية
وسلطوا رجال المخابرات على السفارات العراقية في الخارج ...
وامتدت ايديهم الآمنة الى المؤسسة الدينية حيث قاموا بزرع عناصرهم الذين أمروهم باعتمار العمائم في المساجد والحسينيات لتضليل الناس وربطهم بالسلطة بدلاً من تعميق ارتباطاتهم الدينية والاخلاقية بالاسلام .
وهنا افتى نابغة الفقهاء وفقيه النوابغ الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر –رضوان الله عليه – فتواه الشهيرة بحرمة الصلاة خلف من لم يكن منصوباً من المرجعية
الرشيدة .
وهكذا أسقط تلك المؤامرة القذرة .
- 2 -
واليوم أصبحت قضية اعتمار العمائم قضية متاحة لكل من هب ودب ومن دون أي ضوابط ومعايير .
وقد ارتقى المنابر وظهر على الشاشات من يبرء منه الدين وتلعنه الموازين والقيم كلها .
ان بعضهم يطرح أحكاماً ما أنزل بها من سلطان يرفضها العقل
ويرفضها الدين ،
وترفضها الأخلاق ،
وترفضها القيم الحضارية
- 3 -
وبالمناسبة :
فليست ثمة من حرفة اسمها (رجل دين) في الاسلام
كل مسلم في الاسلام هو رجل دين
ألم تسمع قوله (ص) :
{كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته }
هذا الى أنّ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من صلب واجبات كل مسلم .
والسؤال الآن :
اذا لم يكن في الاسلام مهنة معينة اسمها (رجل دين) فما هو العمل لمن يبحث عن أجوبة لما يدور في ذهنه من اسئلة دينية ؟
والجواب :
هناك ( علماءُ دين ) اختصوا بدراسة الشريعة الاسلامية وعلومها فقها واصولاً وتفسراً لخدمة الدين والمسلمين .
- 4 -
اننا ندعو اصحاب المجالس والمنتديات العامة والخاصة ان يكونوا على مستوى المسؤولية الشرعية والتاريخية والوطنية في ابعاد العناصر الفاسدة ممن اعتمروا العمائم وهم لا يريدون الا الاساءة اليها .
- 5 -
اننا على يقين أنَّ اعداء الاسلام هم الذين يتبنون الأقزام والمسوخ الذين
ينتشرون في بقاع شتى من العالم لاظهار الاسلام بغير وجهه الحضاري
المشع ...
لأنهم يخشون ان يهزموا بعقر
دورهم .
- 6 -
واخيراً :
بماذا نسميّ من يرفع عقيرته ويقول للمهرج المسيء في خطاباته :
أحسنتَ أحسنتَ
انه الجهل الممزوج بالنفاق
وانه الطلاق الصريح لكل مقتضيات
الأخلاق .