تزايد الاضطرابات في الأسواق العالمية

اقتصادية 2019/08/28
...

عواصم/ وكالات
 
 
تعرضت الأسواق العالمية إلى عاصفة قوية في الأسبوع الماضي وسط تزايد تفضيل الابتعاد عن المخاطرة، وصعدت أصول الملاذ الآمن مثل الذهب والسندات الحكومية على حساب الأصول التي تحتوي على مخاطرة بما في ذلك الأسهم.
وأثار انعكاس جزء من منحنى عائد سندات الخزانة الأميركية مخاوف حدوث ركود اقتصادي. ولا تزال المخاطر محدودة بشأن احتمالات حدوث ركود اقتصادي على المدى القريب، كون تحول البنوك المركزية للنهج الحذر أسهم في تمديد الدورة الاقتصادية، لكن التوترات التجارية والجيوسياسية تُشكل مخاطر سلبية لكونها مسألة رئيسة للاستثمار العالمي خلال العام 2019  بسبب المخاوف حيال زيادة المخاطر الهبوطية على النظرة المستقبلية للاقتصاد.
انعكس هذا الأمر على موجة بيعية داخل أسواق الأسهم وارتفاع أسعار السندات الحكومية بالأسواق المتقدمة (ما صاحبه انخفاض في العوائد على تلك الديون). وتراجع العائد على سندات الخزانة الأميركية لآجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى في ثلاثة أعوام، كما سجل العائد على سندات الحكومة الألمانية مستحقة السداد بعد 10 أعوام مستوى متدنيا تاريخيا، ليواصل الانخفاض داخل النطاق السالب.
كما أن العوائد على السندات الحكومية ذات آجال السداد الأطول شهدت هبوطاً، مع تراجع العائد على السندات لآجل 30 عاماً إلى مستوى قياسي متدن في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وسويسرا. وفي الوقت نفسه، فإن انعكاس منحنى عائد سندات الخزانة الأميركية - العائد على الديون الحكومية بالولايات المتحدة لآجل عامين يتجاوز الآن نظيره مستحق السداد بعد 10 أعوام - أدى إلى مزيد من القلق في الأسواق.
انقلابات كهذه تنبأت بحدوث ركود اقتصادي، لكن “بلاك روك” وهي أكبر شركة لإدارة الأصول حول العالم، تعتقد أن قوة إشارة منحنى العائد قد تضاءلت وسط ديناميكيات الأسواق المتغيرة.
 
تسطيح منحنى العائد
أسهمت عوامل عدة في تسطيح منحنى العائد، مثل التحول الحاد للنهج الحذر من قبل البنك المركزي الأوروبي، والقفزة المفاجئة في إصدار سندات الخزانة قصيرة الآجل، إضافة إلى الشراء بكميات كبيرة من قبل المؤسسات مثل صناديق المعاشات التقاعدية لسندات الخزانة مستحقة السداد بعد فترة أطول.
كما أدى الانهيار في فترة العلاوة - أو العائد الإضافي الذي يطلبه المستثمرون للاحتفاظ بالسندات ذات آجال استحقاق الأطول - إضافة إلى تخمة المدخرات العالمية كذلك في تراجع أسعار الفائدة طويلة الآجل.
ونتيجة لذلك، تحذر شركة “بلاك روك” من استخدام تسطيح منحنى العائد بصورة فردية على أنه إشارة.
“بلاك روك” خفضت توقعاتها لنمو الاقتصاد، حيث تسببت الاحتكاكات التجارية والجيوسياسية في زيادة حالة عدم يقين الكلي، ومع ذلك لا تزال ترى مخاطر محدودة على المدى القريب لحدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة.وتتمثل احدى إشارات قوة أساسيات الاقتصاد في الظروف المالية في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو واليابان لا تزال تيسيرية حتى بعد تشديد السياسة النقدية بشكل ملحوظ خلال الأسابيع القليلة الماضية وذلك بسبب التوترات المتنامية بين الولايات المتحدة والصين. ويوجد لدى الشركة نظرة بناءة بشكل معتدل حيال الأسهم مع استمرار التوسع والتقييمات التي لا تزال معقولة.