حذارِ من العولمة!!

اقتصادية 2019/08/31
...

ياسر المتولي 
 
سعدت كثيراً بما قدمه شاب وشابة عراقيان في محاضرتيهما خلال ورشة عمل نظمتها منظمة المانية رصينة حول دور الشباب والمرأة في تحقيق النمو الاقتصادي.
وانبهرت كثيراً حقيقة بالجهود التي بذلاها بدراسة ظاهرة البطالة بطريقة التحليل القيم بالاستناد الى احصاءات دولية رصينة (بحسب المحاضرين ) ومنبع سعادتي من القدرة الشبابية لمثل هكذا دراسات مهمة .
وفي سياق حديثهما عن اثر التكنولوجيا والتطور التقني اثارا رأيا لفت انتباهي يتعلق بفرص العمل التي تفرزها التكنولوجيا الحديثة وخلق المهارات الشبابية لادارتها وهما يعولان على القطاع الخاص من اجل انجاح هذا البرنامج لتوفير فرص عمل للشباب وهذا البرنامج تنفرد به حاليا (مؤسسة المحطة) التي اسست حديثاً وهما من نتاجها ويعملان فيها.
وكعادتي كمهتم بالشان الاقتصادي خصوصاً كانت دعوتي للورشة بوصفي عضواً مؤسساً وعضو الهيئة الادارية لمنتدى بغداد الاقتصادي، كانت لي مداخلة مهمة لم يتح الوقت فرصة لمناقشتها حيث خاطبتهما بأن  حديثكما يشير الى احدى مزايا العولمة وتساءلت في المقابل فان التكنولوجيا الحديثة ستعمل على اختزال الكثير من الاعمال الادارية وتحذفها وتشطبها من الخارطة التشغيلية في كلا القطاعين الحكومي والخاص.  
وهنا تساءلت كم فرصة يمكن استحداثها مقابل شطب العديد من الوظائف سواء من الدولة اومن القطاع الخاص ؟
وهنا وعدا بالاجابة في نهاية المحاضرة ولكن سرعان ما انقضى الوقت للاسف ولم استمع الى ردهما، الان اناقش هذه المسألة عبر حسابات بسيطة (حسبة) فاجد ان فرص عمل كبيرة ستحذف عند تطبيق التكنولوجيا الحديثة، وهي 
اكثر من الفرص التي ستوفرها هذه التكنولوجيا وهنا نعود من جديد كيف نعالج مشكلة البطالة هذه؟
من زاوية اخرى فان التكنولوجيا الحديثة فيها مزايا عديدة في يأتي مقدمتها القضاء على الفساد والروتين والحفاظ على الوقت وعند مقارنتها بالعيوب فالمعادلة مقاربة بحاجة الى وقفة تقويمية،حيث اجد ان استخدام التكنولوجيا بهذه السرعة، لابد ان تكون ضريبتها في البداية فقدان فرص عمل على المدى القصير، ولكن ستعوض هذه الفرص باضعاف  الفرص على المدى المتوسط.
لذلك ادعو الى ضرورة مقارنة مزايا العولمة مع عيوبها مع الاهتمام بعامل الوقت والزمن والتعاطي مع اثار العولمة بكل حذر واتقان لكي تكون الفائدة اعم واشمل وخصوصاً انها باتت  تغزو عالم الاعمال.
من اجل ذلك اطلقت عنوان مقالتي هذه حذارِ من العولمة لا لكونها غير مفيدة وانما لانها سيف ذو حدين اما يحررك من التخلف الاداري او يقضي على فرصك الحالية.