عام هجري جديد

آراء 2019/09/02
...

حسين علي الحمداني
 
أطل علينا عام هجري جديد،عام علينا أن نجعله مختلفا عن الأعوام السابقة،علينا أن نكون فيه مسلمين بمعنى هذا الوصف الذي يحملنا مسؤولية كبيرة جدا بأن نحمل مواصفات المسلم المؤمن بالله ورسوله والقيم السماوية العليا التي جاء بها رسول الإنسانية محمد(ص).كيف يمكننا أن نجعل من هذا العام متميزا في حياتنا ومنعطفا كبيرا في مسيرة دولنا التي عانت كثيرا في العقود الماضية؟
العالم الإسلامي يعيش تحديات كبيرة أبرزها موجة الإرهاب التي تضرب العالم باسم الإسلام، والإسلام بالتأكيد بريء من هذه التصرفات التي يراد منها تشويه صورتنا في العالم وربط الإرهاب بديننا الحنيف.خاصة أن هنالك من يتربص بعالمنا الإسلامي ويحاول النيل منه بشتى الطرق،حتى بات المسلم في أوربا ودول أخرى مراقب في تصرفاته اليومية وكأنه قنبلة موقوتة من الممكن أن تنفجر في أي لحظة، هذه الصورة ما كانت لتكون لولا الفكر الإرهابي الذي جعل العالم يتصور إن المسلمين هكذا. علينا أن ننبذ الإرهاب فكرا وعملا،وأن نعيد قراءة الدين الإسلامي بطريقة صحيحة بعيدة عن العنف الذي تدعو له المجاميع الإرهابية، وعلينا قبل هذا وذاك أن نستلهم الدروس من الماضي القريب ونعيد بناء مدننا التي دمرها الإرهاب، وأن نعيد بناء الإنسان الذي تشوهت أفكاره بفضل هذه الدعوات والأفكار المنبوذة التي حاولت أن تجعل منه أداة طيعة لتنفيذ مآرب القوى الإرهابية الشريرة.
نحن الشعب العراقي أكثر شعوب المنطقة تضررا من الفكر الإرهابي وعلينا أن نجعل العام الهجري الجديد عام المحبة والسلام والتعايش السلمي بين الأديان والقوميات في بلد عاشت فيه الإنسانية جمعاء بأمن وطمأنينة منذ آلاف السنوات.
ليكن شعارنا في عامنا هذا لا للعنف،نعم للمحبة والسلام والتعايش من أجل البناء،علينا أن نجسد أخلاق رسولنا الكريم محمد(ص) وآل بيته عليهم السلام وأصحابه،تجسيدا يعكس مدى إيماننا الحقيقي بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف والقيم السماوية العليا التي جاء بها من أجل حفظ كرامة الإنسان ونشر روح التسامح والعدالة بين البشر. ولتكن الهجرة النبوية الشريفة درسا لنا في إعادة تقييم ما قمنا به في السنوات الماضية وتجاوز كل الأخطاء التي حالت بيننا وبين أن نتعايش سلميا ونضع يدنا بيد بعض من أجل بناء وإعمار مدننا التي دمرتها الأفكار الإرهابية وحولتها إلى أشباح مدن بعد أن كانت تنبض بالحياة وترفل بالعز وحب الآخرين.
علينا أن نستعيد المحبة في ما بيننا ،أن نوطد جسور التلاقي بيننا وبين الآخر، أن تكون الإنسانية لدينا في أعلى درجاتها. هذه هي الصورة التي علينا أن نكون فيها ونحن نستقبل عامنا الهجري هذا الذي نتمنى أن يكون عام الخير والرحمة والتسامح والمحبة وبناء الأوطان.